إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 24 يوليو 2015

640 كيف انحرف العالم ؟ كيف جعلونا نمسك الجمر: ثالثا - التعليم 3 الخطأ في النظريّة قبل أن يكون في التطبيق 7 تعليم لا يراعي شخصية المتعلّم


640

كيف انحرف العالم ؟

كيف جعلونا نمسك الجمر:

ثالثا - التعليم

3 الخطأ في النظريّة قبل أن يكون في التطبيق

7 تعليم لا يراعي شخصية المتعلّم



يهاجم البعض كثرة المقرّرات الدينيّة في دولة كالسعوديّة (وهذه هي الإيجابية الواحدة في نظام تعليم كهذا!!.. ولكنّ البعض يرى أنّ هذا عبء على الطالب وحشو)!!

وأنا أؤكد أنّ أيّ تعديل لهذه المناهج لن يرضي دارسيها.. مهما كان!

فالمشكلة ليست في المناهج.. المشكلة في سياسة التقييم عن طريق التلقين والحفظ والتسميع..

وهو ما يجعل كلّ المناهج على اختلاف أنواعها تبدو كعبء ثقيل مفروض على الطالب دون اختيار!

لهذا يرى البعض حشوا في مناهج التاريخ والجغرافيا..

والبعض الآخر يتساءل عن أهمّيّة دراسة قوانين الطفو وفيزياء الذرّة (هذا في الواقع كان رأي أحد زملائي في المرحلة الثانوية.. وهو حرّ طبعا في تحديد ما ينفعه وما لا ينفعه!)..

والبعض الآخر يرى أنّ كلّ هذا الكمّ من المناهج الدينيّة لا يفيد إلا المتخصصين!

مع أنّ نفس هؤلاء الأشخاص قد تجدهم يُقبلون على قراءة المقالات التاريخيّة والدراسات الجغرافيّة، ويتابعون الأخبار العلميّة، ويذهبون إلى المساجد للاستمتاع بمحاضرات أشهر الخطباء!

إنّ الخلل يكمن في عدم مراعاة التعليم لشخصيّة المتعلّم.. وفي هذا نجد هاتين النقطتين الخطيرتين:

1- المناهج مصمّمة للطالب المتوسّط.. وفي هذا ظلم للطالب متواضع القدرات، وهو يسبب له مشاكل نفسيّة وقد يدفعه إحباطه إلى الإهمال أو الانحراف.. كماّ أنّ فيه ظلما للطالب العبقريّ، فهو يشعر بالتعالي على هذه المناهج العقيمة التي لا تشبع نهمه!.. ويشعر بالملل منها لأنّها مفروضة عليه، وتلتهم الوقت الذي يريد فيه الاطلاع في مجالات أخرى!

ولا توجد أيّ مسارات تعليميّة قبل نهاية المرحلة الإعداديّة.. وكاّن الأفراد يظلّون إلى سنّ 15 عاما بدون أيّ تمايز بينهم!!..

وحتّى في وجود هذه المسارات فيما بعد، فهي ما زالت لا تراعي الفروق بين طلابها!

وفي كلّ هذا لا يحقّ للطالب اختيار المناهج التي يحبّها ولا تنمية المواهب التي يمتلكها!

2- سياسة التعليم لا تراعي الاختلافات النفسيّة والشخصيّة التي تصيب الطالب مع تقدّمه في العمر.. فإلى نهاية الثانويّة العامّة يتمّ معاملة المتعلمين باعتبارهم أطفالا!!.. عليهم الوقوف في طابور الصباح والجلوس في الفصول إجباريّا وعدم التغيّب عن المدرسة، والخضوع لعصا المعلّم!!

هذا مع أنّ متوسط سنّ بلوغ الصبية في مصر 13 عاما.. وربّما يكون في السعوديّة 12 عاما لطبيعة المناخ.. وفي المناطق الاستوائيّة يصل إلى 8 سنوات!

ولكنّ هذا لم يدخل في اعتبار المسئولين في بلادنا، فقوانيننا المريضة تعتبر الطفولة إلى سنّ 18 عاما!!!

وهذا مفهوم في أوروبا، فهذا هو سنّ البلوغ في المناطق الباردة.. ولكنّه غير مفهوم في بلادنا على الإطلاق!!

لهذا فمن الطبيعيّ أن تحصل هنا على واحد من اثنين:

-       طفل متأخر النمو: وهذا هو التلميذ المثالي، الذي (استطفلناه فانطفل!!!!)

-   متمرد مراهق مشاغب مزعج (وأحيانا خارج عن القانون)، لأنه ببساطة مخلوق سويّ تتبع شخصيته نموّه الجسديّ.. ومن السذاجة أن ندّعي أنّ الخطأ منه، لأن الخطأ بمنتهى الوضوح من النظم الغبية المحيطة به!.. أليس هذا التعارض بين شخصيّة المراهق والطريقة التي يتمّ التعامل معه بها هو ما يدفعه للتمرّد والعنف؟؟!

خلاصة ما أريد أن أصل إليه:

بعد انتهاء المرحلة الابتدائيّة من التعليم، يصير من العبث فرض أيّ منهج على الطالب، مهما بلغت أهمّيّته.. فهذا لن يدفعه إلا إلى كراهيته (اللغة العربيّة تحتل قائمة الصدارة في كراهية الطلبة المصريين لها!!!!)..

خاصة أنّنا لا نضمن مدى قابليّة المدرس وقدرته على تحبيب المادة إلى الطالب..

وهذا معناه أنّ علينا الاعتراف بحقّ المتعلّم في هذه المرحلة في أن يشارك في اختيار ما يريده وما يحبّه..

وأن نركّز على تحبيبه في العلم والمعرفة والثقافة، وتوفير مصادرها له، ومساعدته في اكتشاف ميوله وتنمية مواهبه، وإطلاق ابتكاراته.

ولكن للأسف..

حتّى في الجامعة لا يحدث هذا!

(تستغربون بعد ذلك من سلبية شبابنا وعدم قدرتهم على الوصول إلى الاختيارات الصحيحة.. منذ متّى علمناهم أنّ لهم رأيا، أو دربناهم على الاختيار، حتّى يصيروا عكس ما هم عليه الآن؟)



تعرفون شيئا:

ليس ما سيحزنني في حذف واختصار المناهج الإسلاميّة تدريجيّا من مناهج السعودية، هو أنّ هذه المناهج هامّة في حدّ ذاتها.. فهذا سيقلل من نفور الكثيرين منها، بسبب إحساسهم بعبء حفظها وتسميعها في هذه المنظومة التعليمية العقيمة!

ما سيحزنني هو أن نفعل ذلك لأنّ أمريكا تريده، وليس لأنّنا وجدنا طريقة أفضل لإيصال هذه المناهج لأبنائنا، بدون أن يشعروا أنّها مفروضة عليهم، أو أنّها مجرّد حشو!





 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق