616
كيف انحرف العالم ؟
كيف جعلونا نمسك الجمر:
ثالثا - التعليم
1 أخطاء هيكلية في التعليم
5 تعليمنا الخائف
مقال لبشرية البدر في صحيفة الرياض
لا أحد حتى اليوم، قادر على إحصاء عدد ضحايا الحروب الأهلية التي نشبت في بيوتنا، من جراء قصف الامتحان الذي استمر أسبوعين كاملين، استخدمت فيه الأسلحة المسيلة للدموع، وحرب الأعصاب المنهكة، حتى هانت كل مصيبة، عند مصيبة التعليم في بلادنا!
إنما المصيبة التي لم تهُن عندي، فهي اكتشافي المستمر أنني ادفع رسوما سنوية للمدرسة، ومصاريف مدرس خصوصيّ، لكي يظل أبنائي أسرى لحلقة الجهل، وعقولهم تحطمها مسابقات الحفظ، التي تنمحي آثارها بعد العشر دقائق الأولى من أداء الامتحان!!
وجدت نفسي في عمليات التفتيش والمراجعة، أنقب عن بقايا العقل، استظهر لابني قواعد النحو، التي يحفظها عن ظهر قلب.. أما التاريخ فقد استسلم مدرس أبنائي تبرئة لذمته، أمام متاهة الأسماء المتشابهة، والمعارك، والتواريخ التي لا ينفع معها فهم ولا شرح، انما هي القاعدة الوحيدة للتعلم، (احفظ تنجح)!
وتتسع الحيرة: هل تقسو على أبنائك ليحفظوا حشوا لا يسمن ولا يغني من جوع؟.. أم تتركهم يتعثرون ويظنون بأنفسهم أنهم عاجزون ومتأخرون عن زملائهم؟
إن أزمة التعليم في بلادنا، يظن البعض أنها لم تبدأ إلا بعد الحادي عشر من سبتمبر، لكنه لا يفطن أن بها جانبا تعسفيا ضد العقل، وهو جانب من جوانب أزمة تعليم خالٍ من المعارف وخال من تطوير المهارات.. تعليم لا يستجيب لكل المطالبات التي انطلقت منذ عقود بالخروج من دائرة الحشو والتلقين، كل عناوين ميزانياته هو تحديث المباني وبناء المدارس، لا يفطن إلى أن المناهج ـ بدءا بمضامين المواد التعليمية ومرورا بطاقم التدريس والأدوات التعليمية المساعدة ـ تعاني من بدائية خشنة!!
ويبقى الحال على ما هو عليه.. لكن المتضررين من سوء الحال لا يجدون بدائل مفتوحة أمامهم ترضيهم وتبرد قلوبهم المجروحة.. فالمسئولون يهربون من مواجهة مسئولياتهم الحقيقية (التعليم)، لأن الظل أبرد من الشمس، والواجهة أهم من الكواليس!
في دورة مجلس الخليج الأخيرة، قام المجلس بتسريع القرارات التجارية ومجاملة التجار وتسهيل مهامهم، فيما قوبل اقتراح توحيد التعليم الخليجي بعبارة (تبنى) المجلس دراسة اقتراح توحيد التعليم!.. ولا أدري ماذا تعني كلمة (تبني)، وكم سيبقى تطوير وتوحيد التعليم طفلا لقيطا ينتظر اعترافا شرعيا ببنوته؟
ملحوظة:
معظم الذين يكتبون في الصحف السعوديّة لتطوير التعليم، لا يقصدون إلا علمنته!.. فكلّ ما يثير جنونهم هو مناهج الشريعة، التي يتهمونها بأنّها منبع الإرهاب!!.. لهذا فإنّ التطوير الذي حدث ويحدث هناك الآن، هو حذف أبواب الولاء والبراء، وتقليص مناهج اللغة العربية والشريعة، والسعي المحموم لتدمير خصوصية مناهج الفتيات، والمناداة بالاختلاط في التعليم... إلخ.
لكن حاشا لله أن تظنّ أنّ تطوير التعليم في أيّ بلد من بلادنا ـ خصوصا القريبة من إسرائيل ـ يمكن أن يعني إنشاء المعامل والاهتمام بالصفوة وتفعيل البحث العلمي!!
فقط دائما وأبدا: مناهج تطول وأخرى تقصر، شعارات علمانية تزجّ ومناهج دينية تدمّر.. اختلاط وشعارات نسوية فاسدة... ولا شيء غير هذا!!
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق