637
كيف انحرف العالم ؟
كيف جعلونا نمسك الجمر:
ثالثا - التعليم
3 الخطأ في النظريّة قبل أن يكون في التطبيق
4 انتزاع سلطة الأبوين
لقد خسرت المجتمعات خسائر فادحة، بانتزاع سلطة الأب والأم، ودورهما في التربية، ومنحهما لعشرات الغرباء الذين يعملون من أجل النقود:
1- فلا يوجد أحد مثل الأب والأم يهتمّ بأبنائهما مثلهما..
2- وفشل طفل في الأسرة يعدّ كارثة، يطير لها النوم من جفون الأب والأمّ، بينما فشل طالب في المدرسة لا تأثير له، لأنّ نجاح المدرّس والإدارة يقيّم بالنسبة المئويّة.. وفشل عشرة من كلّ مئة يعدّ نجاحا ساحقا بالنسبة للمدرسة!!!
3- كما أنّ تدخّل المئات من المدرّسين في تربية الطفل عبر مراحل التعليم المختلفة، يضع الطفل في متناقضات محيّرة، ويفقده الثوابت، ويجعله يستهين بكلّ شيء.. كما أنّ هذا ينتزع مصداقيّة الأبوين وتأثيرهما على أبنائهما.. وأذكر أنّ صديقا أخبرني أنّ ابنته كانت لا تستطيع النوم، فزعا من الفئران التي هدّدتها بها المدرّسة.. وعبثا حاول أن يقنع البنت أنّه لا توجد مثل هذه الفئران.. حتى اضطرّ في النهاية إلى أن يذهب للمدرّسة، ويجبرها على أن تعترف أمام البنت أنّه لا توجد فئران تتربص بها!!
من هذا المنطلق، لا يؤتمن أحد على الأطفال سوى الآباء، مهما كانت سلبياتهم، فإنّ لهم ميزة هائلة لا توفّرها أيّ مؤسسة في العالم..
تلك هي حرصهم على أبنائهم.. ذلك الحرص الذي يجعل علاقة الأمومة والأبوّة علاقة معجزة، لا مثيل لها في الحبّ والعطاء والتضحية.
وهذا هو ما نحتاج إليه من الآباء: الرعاية والمتابعة.. وهما وإن شابهما القصور أحيانا، إلا إنّ أحدا لا يمكن أن يدّعي أنّ هذا ناتج عن افتقاد الهدف أو افتقاد النيّة (عكس الحال في التعليم، الذي لا هدف للمعلم فيه سوى الراتب، لتربية أولاده هو!!)
فإذا لم يكن الآباء على القدر الكافي من المعرفة والثقافة، فبإمكانهم استئجار مدرسين موثوق بهم، لتعليم أبنائهم..
وهذا يختلف عن أن أسلّم ابني للمدرسة، وأترك لها حقّ فرض المدرسين عله..
ففي الحالة الأولى، لو أنّ ابني لم يسترح للمدرس، أو لم يستوعب طريقة شرحه، أو لم يكن المدرس بالدرجة المطلوبة من الأخلاق.. في كلّ هذه الحالات، يمكن لوليّ الأمر تغييره، والإتيان بمدرس آخر..
إنّ هذا مستحيل في المدرسة، لأنّ كلّ فصل به عدد كبير من التلاميذ..
وبافتراض أنّك تستطلع رأيهم في المدرسين ـ وهذا لا يحدث!! ـ فإنّك ستعمل برأي الأغلبيّة..
وكلمة الأغلبيّة هذه معناها ظلم الأقلّيّة وتدمير حياتها، مع أنّ هناك بديلا لذلك!
فإذا كنّا لا نستطيع تفتيت الحكم، ليحصل كلّ فرد على حاكم على هواه، وبهذا نحن مضطرون للقبول برأي الأغلبيّة.. فما الذي يجبرنا على ذلك في نظام التعليم، خاصة وأنّ بإمكان كلّ طالب أو وليّ أمر أن يختار المدرس الذي يناسبه (والمنهج والزمان والمكان... إلخ).
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق