634
كيف انحرف العالم ؟
كيف جعلونا نمسك الجمر:
ثالثا - التعليم
3 الخطأ في النظريّة قبل أن يكون في التطبيق
1 تعليم أم كارثة؟
تفقد الأسرة الثلث الثاني من دورها في تربيّة الأبناء، عندما تلحقهم بالمدرسة!
وليس هذا اعتراضا على العلم، ففي كلّ العصور، كان الآباء يُزجون أبناءهم لمن يعلّمهم..
ولكنّ الاعتراض هو على الطريقة الغربيّة اللعينة في التعليم (والتي بدأ الغرب يهجرها بالفعل، بينما نتشبّث نحن بها)، التي تتشدّق بمفاهيم الحرّيّة، وهي لا تترك ذرّة من الحرّيّة لوليّ الأمر، أو الطالب، فليس لهما حرّيّة اختيار أيّ شيء:
فبعد إلحاق الطفل بالمدرسة، شاء أم أبى (غالبيّة الأطفال يبكون وهم يساقون إلى المدرسة، ولكن المجتمع يروّضهم ويكسر إرادتهم!!) يصبح كلّ شيء مفروضا عليه:
المكان.. الزمان.. المعلّمون.. الزملاء.. الإدارة.. المناهج.. طريقة التدريس.. طريقة التقييم والاختبار!!!
حتّى اختيار الكلّيّة فيما بعد، رهن بالمجموع النسبيّ، ممّا يجعل الغالبيّة تلقى في كلّيّات تكرهها، ومن ثمّ وظائف لا تتمنّاها!!
بصراحة:
إنّني أحاول منذ فترة كتاب مقال جامع عن عيوب المؤسّسات التعليمة الحالية، ولكنّي عجزت، لأنّها من الكثرة والتشعّب، بحيث تطول كلّ مناحي الحياة..
ولتفهموا ما أعنيه، سأقول لكم مثلا: إنّ هذه المنظومة هي السبب الرئيسيّ في فساد أخلاق لا عبي الكرة!!!
طبعا ستتعجّبون وتتساءلون كيف!
وحتّى لا يقتلكم الفضول، سأجيبكم على هذه النقطة الفرعيّة، ثمّ نعود لموضوعنا..
إنّ تصميم نظام التعليم، بحيث يحبر المتعلّم على التفرّغ التامّ طوال 16 عاما دراسيّا، تتخلّها إجازات لا تتجاوز أطولها الشهور الثلاثة، يجعل الموهوبين أما خيارين قاسيين:
فإمّا أن ينقطعوا للتعليم ويهملوا مواهبهم.. وإمّا أن يفشلوا في التعليم، ولا يحقّقوا أهدافهم فيه!
وطبعا النوعيّة التي تختار الاختيار الثاني ليست فقط فئة موسومة من المجتمع بالفشل، بل إنّها تلاقي حربا شديدا من الأسرة نفسها..
وهذا معناه أنّ من ينجح في موهبته، هو في الغالب فاشل في التعليم، فاسد بتعريف المجتمع، لا يأبه بأهله ولا يطيعهم، أو أنّ أهله لا يعتنون به أساسا!!
وطبعا يظهر هذا جليّا في لاعبي الكرة، خاصة وأنّها هواية تافهة، لا ثقافة ولا قراءة فيها!!!
يجب أن نكون متأكّدين تماما، أنّ هناك أناسا أكثر احتراما وأخلاقا ومعرفة، كان من الممكن أن يصيروا أكثر موهبةً وحرفنة من معظم لاعبي الكرة الحاليّين، ولكنّهم آثروا وأد مواهبهم، تضحية في سبيل الشهادة!
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق