631
كيف انحرف العالم ؟
كيف جعلونا نمسك الجمر:
ثالثا - التعليم
2 الهدف الحقيقي وراء سياسات نظمنا التعليمية
6 الحرس الجامعيّ
د. (محمد عباس)
منذ عدة أعوام حاولت أن أجرى بحثا عمليا عن سبب تدهور التعليم في الجامعة.. لماذا تحولت إلى أوكار للتجهيل لا للتعليم.. فكرت في أن أعد ثلاثين سؤالا لأوجهها إلى ثلاثين من الأساتذة المرموقين حرصت على أن يمثلوا دولا عديدة من عالمنا العربى.. نجحت فعلا في إعداد تسعة وعشرين سؤالا ثم استغلق علىّ.. وكنت حريصا على أن يكون العدد ثلاثين كى يسهل عمليات الإحصاء والاستقراء..ووضعت السؤال الثلاثين لإكمال العدد ولم أكن أنا نفسى مقتنعا به.. كان السؤال:
ما هو دور الحرس الجامعى في تدهور التعليم؟!
وعندما عرضت الأسئلة على الأساتذة ذهلت.. لقد تركوا الأسئلة كلها واهتموا بالسؤال الأخير.. كان رأيهم أن الحرس في جامعات كثيرة هو الذى يدير الجامعة فعلا.. وتمنى أحدهم ساخرا أن يكون رئيس الجامعة لواء.. فعلى الأقل سنعرف مع من نتكلم ومن نحمل المسئولية.. فهم والوضع ذاك يمارسون سلطة مطلقة دون أى مسئولية.. وواصل الأساتذة نزيفهم: الحرس الجامعى ليس إلا الواجهة الظاهرة لأجهزة الأمن السياسى.. تلك الأجهزة الحريصة على قمع أى حركة طلابية صحيحة وسليمة ومستقلة.. كل من يرون فيه بادرة لاستقلال الشخصية يعتقل أو يفصل أو على الأقل يقمع.. أى بادرة للمعارضة – ليس بالضرورة معارضة سياسية – إثم كبير يستحق العقاب الشديد.. ليست الجريمة في موضوع ماذا تعارض.. بل الجريمة أن تعارض أصلا.. وليس حتى أن تعارض بل مجرد أن يكون لك رأيك المستقل.. وواصل الأساتذة نزيفهم.. تقوم أجهزة الأمن هنا بتبوير التربة التي يمكن أن تنبت للأمة قياداتها.. قال أحدهم في مرارة: المطلوب أن نخرج جيلا ذليلا خاضعا بلا نخوة ولا كرامة ولا إرادة.. ثم واصل الأساتذة نزيفهم: تنجح أجهزة الأمن في عملية الخصاء.. نجحوا في تخريج أجيال مخصية عقيمة.. أما من توجد عليه أى شبهة.. فسوف تطارده تقارير الأمن فلا يعين أبدا.. وفى الجامعة نفسها.. تكون ورقة الأمن هى الورقة الرئيسية في تعيين أعضاء هيئة التدريس.. الخنوع هو المسوغ الأول للتعيين.. من عارض مرة.. ومن جرؤ على إبداء رأى لا مكان له.. فإذا حدث وتسرب أحد منهم إلى هيئة التدريس فما تزال هناك أكثر من مراجعة.. فالترقية من معيد أو مدرس مساعد إلى مدرس مصفاة.. وكل ترقية بعد ذلك مصفاة أخرى.. أما الاختيار للمناصب القيادية بعد ذلك فليس مجرد مصفاة.. إنه مجزرة تسلخ على مذبحها كل قيمة ومبدأ ومثل أعلى..
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق