630
كيف انحرف العالم ؟
كيف جعلونا نمسك الجمر:
ثالثا - التعليم
2 الهدف الحقيقي وراء سياسات نظمنا التعليمية
5 المدارس الأجنبيّة العالميّة[1]:
يقول المنصّر الأمريكي (روبرت ماكس): "لن تتوقف جهودنا وسعينا في تنصير المسلمين حتى يرتفع الصليب في سماء مكة، ويقام قدّاس الأحد في المدينة"[2].
تاريخها:
كانت أول شرارة قدحت في افتتاح المدارس الأجنبية في بلاد المسلمين في (بيروت)، بإنشاء مدرسة للبنات في الإمبراطورية العثمانية سنة 1830م، لأن البنات سيكن أمهات فإذا تربين في هذه المدارس النصرانية أثّرن على أولادهن!!
وكانت تُعنى ببنات الأسر والبيوت الكبيرة اللاتي ستكون لهنّ السيطرة على الجيل المقبل، ولهذا قال بعض دعاتهم: إن مدرسة البنات في بيروت هي بؤبؤ عيني!!
ولبنان هو الذي تركزت فيه جهود الأمريكيين والفرنسيين.
وفي مصر عام 1840م من خلال البعثات التنصيرية قام الآباء بتأسيس الكلية الفرنسية بالإسكندرية والجمعية الإنجيلية البروتستانتية، ثم تبعتها مدارس الآباء اليسوعيين عام 1880م مقدمة لاحتلال مصر عام 1882م وبلغ عدد مجموع الطلاب من المسلمين 7117 طالبا مسلما حتى عام 1891م وكان انتشار المدارس الأجنبية فيها مكثفا حتى إنها الآن تبلغ عشرات الآلاف من المدارس ويبلغ نسبة الدارسين فيها من المسلمين 52% من الطلاب بمصر[3]!!
ويشير مؤرخو المدارس الأجنبية أن الجالية اليونانية كلما حلوا في بلد أنشأوا فيه كنيسة ومدرسة كما فعلوا في الإسكندرية عام 1843م ثم في المنصورة، وطنطا، وبور سعيد، والسويس، والقاهرة وغيرها.
وهكذا الجالية الإيطالية منذ عام 1862م والجالية الألمانية عام 1866م واليهود منذ عام 1872م والمارونيون السوريون، وكانت أولى الجاليات الجالية الأرمنية عام 1828م في بولاق.
ونشرت مجلة: "المجتمع" عددها/350 في 29/5/1397هـ موافقة السادات لكارتر على إنشاء جامعة في مصر للتبشير بالدين المسيحي في الوطن العربي بشرط قيام الحكومة الأمريكية بتمويلها!!
وفي سوريا في نحو هذا التاريخ بذلت جهود موسعة لفتح المدارس الإرسالية حتى كان نصيب سوريا وحدها من المدارس الأمريكية عام 1909م: (174) مدرسة في المدن والقرى.
ثم تطورت بهم الحال إلى إنشاء الكليات للتعليم العالي وكان أولاها في بيروت سنة 1862م التي تحولت فيما بعد باسم: (الكلية السورية الإنجيلية) ثم هي اليوم: (الجامعة الأمريكية في بيروت).
ثم فتحوا في استنابول: (كلية روبرت).
وفي عام 1863م طرح المنصِّر هاملين على صديقه روشلد اليهودي إنشاء مدرسة ثانوية بجوار "قلعة الروملي" قائلا: "لقد أنشأ الأتراك حصنا لفتح اسطانبول وأنا سأُنشئ هنا مدرسة لهدمهم".
وكان من عملاء هؤلاء المنصرين في تركيا الجنرال: أحمد وفيق باشا الذي أمَّن أرضا للمدرسة، ولذا لما سُئِلَ السلطان (عبد الحميد الثاني) عن المكان الذي سيدفن فيه الجنرال، قال: "في قلعة الروملي".. ليستمع الرجل الذي باع للبروستانت أرضا ليؤسسوا عليها صوت أجراسهم، أصوات هذه الأجراس إلى يوم القيامة([4])" انتهى.
ثم في القاهرة: (الكلية الأمريكية).
ثم أنشأ الفرنسيون كلية في مدينة: (لاهور) من مدن الهند.
وفي السودان: أسس الإنجليز كلية في الخرطوم عام 1903م بإسم: (كلية غوردن) باسم ضابط إنجليزي.
وفي السودان من أنواع المدارس والبعثات التنصيرية الشيء الكثير، بل إن عدد الكنائس في الخرطوم يفوق عدد المساجد!!
وأما في جبال النوبة فقد استولت على التعليم فيها الإرساليات البريطانية منذ عام 1919م وحاصرت توسع الإسلام واللغة العربية وأقفلت ما يفتح من المدارس الإسلامية عام 1931م.
وفي العراق: في أوائل القرن العشرين الميلادي كانت أول مدرسة تبشيرية في البصرة: (مدرسة للبنات) ومكتبة في العشائر، ثم انتشرت مدارسهم في أنحاء العراق.
وفي موريتانيا: وقعت المدرسة الفرنسية على الشناقطة وقع الصاعقة وكانت تفتح في الأحياء والقرى بقرار مركزي لا يُستأمر السكان فيه، ولا يُعذرون في عدم تنفيذه.
وفي عام 1419 افتتحت المدارس الأجنبية في قلب الجزيرة العربية فكانت أول دفعة منها تزيد على (100) مدرسة في أنحاء مختلفة.. وقد أفرزت بعض هذه المدارس نشرة تبشيرية في شهورها الأولى من الافتتاح، كما جرى اللباس للطالبات في احتفال التخرج بلباس الراهبات!!
بعض أسماء المدارس الأجنبيّة في بلادنا:
من هذه المدارس: المدرسة اليسوعية.. مدرسة المطران المارونية.. الفرير.. المعمدانية.. التراسنطا.. راهبات ماريوسف.. الراعي الصالح.. المطران.. المانويت.. راهبات الفرنسيسكان.. الكلية الأهلية.. ميتم الأرض المقدسة.. هانوميان بوزباستيان البيلار.. المدرسة الأميريكة.. والأرمن الأرثوذكس.. طاركنشاتس.. الشبان المسيحية.. الافنستت.. المخلص.. السالزيان.. الصناعية .. السبئيين.. راهبات سيدة الرسل.. الكلية البطريركية.. اللاتينية.. الناصري.. الإنجيلي.. التقارب.. المسيحي.. راهبات الوردية.. الثقافة الأرثوذكية.. السريان.. راهبات صهيون.. القبطية.. دار الطفل.. الشهيدة دميانة.. سيدة البشارة.. السلام.. المحبة.. القدسية مريم.. القديس نقولا.. العائلة المقدسة.. المدرسة الليسية.. الراهبات الفرنسيسكان.. الكلية الفرنسية.. كلية الجيزويت.. كلية الفرير.. كلية فكتوريا الإنجليزية.. كلية سان مارك الفرنسية.. كلية سانت كاترين.. مدارس أم الإله؟!!!!.. مدارس بنات الإحسان.. مدارس العازاريين.. مدرسة القلب المقدس.
ولقد نجح أعداؤنا في فتح هذه المدارس أخيرا في قلب جزيرة العرب، ولكن نظرا لاستنكار أسمائها، قامت بتغييرها للتعمية.. فمثلا : "مدارس الأفق الأمريكية" غيرت اسمها خلال شهر إلى "مدارس الأفق العالمية".. ومن هذه المدارس: "مدرسة نافذة المستقبل العالمية"، و"الأكاديمية الفلبينية العالمية" وهكذا بلغت ما يزيد عن مائة وخمسين مدرسة في ظرف عام!!
هذا قليل من كثير.. ولكنّ ملحوظتين لا بد من إبدائهما هنا:
أولا: أن معظم هذه المدارس ذات فروع متعددة للرياض والبنين والبنات.
ثانيا: أن كل هذه المدارس لا تستأجر بيوتا، وإنما تمتلك البيوت والحدائق والعمارات في ظل الكنيسة وأفياء الدير.
وأما المؤسسات والطوائف التي تكمن خلف هذه المدارس التبشيرية فمنها:
البطريركية اللاتينية.. جمعية القدس والمشرق.. المجمع الكنسي.. بطريركية الأرمن.. إرسالية المعمدانية.. جمعية المانونيت.. الأسقفية الإنجليكانية لكنيسة المعمدانية.. راهبات الفرنسيسكان.. أخوة المدارس.. المسيحية.. الآباء الفرنسيسكان.. الرهبنة السالية.. الكنيسة اللوثرية.. الاتحاد اللوثوري العالمي.. مؤسسة الأمريكان.. جمعية اتحاد القدس.. جمعية السريان الخيرية.. إرسالية الأفدنستت.. بطريركية الروم الكاثوليك.. وبطريركية الروم الأرثوذكس.. بطريركية الأرمن الكاثوليك.. مطران السريان الأرثوذكس.. جمعية التقارب المسيحي.
ويتمّ افتتاح هذه المدارس تحت إحدى مظلتين:
1- مدارس تابعة للإرساليات (البعثات) التنصيرية، الكاثوليكية والبروتستانتية، مثل جمعيات التبشير" الإيطالية، والفرنسية، والبريطانية، والألمانية، والأمريكية، واليونانية.. وكل إرسالية تحمل لقبا.. منها: "إرسالية الفرير" و"إرسالية الجزويت" وهكذا.
2- مدارس تابعة للسفارات الأجنبية، ولهذا تجدها مدارس: "فرنسية" و"ألمانية" و"أمريكية" أو غيرها، وقد تسمى باسم: "المدارس القومية"، وهي مشتهرة باسم: "مدارس الجاليات".
الأولويات في فتح المدارس الاستعمارية:
إن جرّ الشعوب كلها مسلمة كانت أم غير مسلمة إلى الانحراف بين الإلحاد والإباحية، وخاصة جرُّها إلى "الكنيسة" هي الغاية القصوى من هذه المدارس، لكنّ لهم أولويات في فتحها:
1- الأولوية للبلاد التي يكثر فيها الفقر والجهل، لأن كلا من عاملي الجهل والفقر، ينتج الفرصة أكثر لنشر الانحراف، وبخاصة إلى التنصير.
ولذا كثّفوا نشاطهم في مجاهل أفريقيا، وأدرك أعداء الله عباد الصليب مأربهم، ويُجسد هذا التأثير بعض الأفارقة، فيقول: "عندما جاء النصارى إلى بلادنا كان لديهم الإنجيل ولدينا الأرض واليوم لدينا نحن الإنجيل ولديهم الأرض"([5]).
2- الأولوية للبلاد التي يكثر فيها الصراع الفكري، والتعداد المللي، مثل: لبنان، ومصر، وسوريا، وفلسطين، والأردن، والهند، والباكستان.
3- الأولوية للولايات ذات الرقع الصغيرة، لضعف نفوذها ومعنوياتها.
4- الأولوية لفتح محاضن الأطفال، لأن سن الطفولة وما قاربها هو البيئة الخصبة لسهولة التحويل وسرعة التأثير، قبل أن تأخذ طبائعهم أشكالها الإسلامية عقيدة وشريعة.
5- الأولوية للبنات، لأن البنات سيكنّ أمهات، وهن أسرع وأقوى تأثيرا على مواليدهن من الآباء، فتؤدِّي الأم الغرض الاستعماري في قلوب أولادها.. يقول أحد المبشرين "جسب": "إن مدارس البنات في بلاد الإسلام هي بؤبؤ عيني، لقد شعرت دائما أن مستقبل الأمر في سوريا إنما هو بمنهج تعليم بناتها ونسائها".
برامج المدارس الاستعمارية وإدارتها وأساتذتها:
لما كان هناك أهداف من وراء فتح المدارس الاستعمارية في بلاد المسلمين، فليس غريبا أن تُتَّخذ التدابير اللازمة، والضمانات الكافية، لتحقيق تلكم الأهداف والغايات، ولهذا وجهوا العناية إلى الآتي:
1- برامج التعليم فيها ومناهجها هي المتبعة في بلادها، وعلى اتصال دائم بخطط التعليم القومي الديني في بلادها.
2- الابتعاد في مناهج هذه المدارس الاستعمارية عن المناهج الرسمية للبلد المسلم التي تُفتح فيها، لأن التقيد بها يفقدها عنصرا أساسا في صفتها التبشيرية، ولهذا تشتد مطالبتها بجعل التعليم حرا.
3- اختيار المدرسين الذين على مللهم ونحلهم علما وتطبيقا من القسس والرهبان وغيرهم من الكفرة والملاحدة.
4- رصد أضخم ميزانية في العالم لمواجهة الإسلام من طرق شتى، أهمها ما يصرف على المدارس والجامعات ورياض الأطفال.
أهدافها:
تهدف هذه المدارس إلى إحداث آثار المدمرة في اللغة، والتاريخ، والدين.
تدمير اللغة:
فهذه المدارس المظلمة مِهادٌ لنشر التثقيف القومي بلسانها ولغتها، ولضرب الحصار الثقافي اللغوي على عقلية الجيل المسلم، ومعلوم أن كل لغة تحمل فكر الناطقين بها، وهذا يفضي إلى الآثار الآتية:
1- حجب اللغة العربية عن لسان الناشئة، وبالتالي إضعافها وتبغيضها في نفوسهم، وبالتالي عزل لهم عن إسلامهم وأمجاده وحضارته، وأول ما ينزع منه اعتقاده في كتاب ربه، "القرآن العظيم" الذي نزل بلسان عربي مبين.
2- نتيجة لتدريس المواد بغير العربية، يتكون لدى الطالب عقدة الإحساس المعمّق بقصور لغته عن تدريس العلوم الحديثة، ومن ثَمّ قطع صلة هذه العلوم بالإسلام ولغته العربية.
3- أنفة الشباب المسلم من لغتهم وآدابها، حتى لا يعلموا منها إلا ما يعلمه العاميّ منها، وهذا سبب فعّال في تدهور اللغة العربية وحجب شيوعها واستعمالها.
4- نشوء حساسية مفرطة لدى عامة هذا النشأ المسلم ضد من يخطئ في اللغة الأجنبية التي تلقنها، وأما لغته العربية فلا يراعي قواعدها ولا يتقنها.
وفي آخر المطاف ينصرف الجيل عن تراث الأمة الإسلامية المكتوب بلسانها العربي، وفي مقدمتها الوحيان الشريفان "الكتاب والسنة"، إلى التراث الوافد المكتوب باللغة التي تلقنها وشبّ عليها، كما هو مشاهد ومعروف في أبناء كثير من الدول العربية التي سلخ الاستعمار لسانها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "واعلم أن اعتياد اللغة يؤثر في العقل، واللغة، والدين، تأثيرا قويا بينا، ويؤثر أيضا في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين، ومشابهتهم تزيد العقل، والدين، والخلق.. وأيضا فإن نفس اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب، وإن فهم الكتاب والسنة فرض ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب".
طمس التاريخ:
تهتمّ هذه المدارس المظلمة بنشر ثقافتها التاريخية، لضرب الحصار على عقلية الجيل المسلم وابعاده عن تاريخه وشحنه بتاريخ أوروبا وأمريكا، باعتبارها أرقى الشعوب، مدنيتها هي الأم للعالم، وأنها هي الحقيقة بالسيطرة على العالم، وأما تاريخ الإسلام فمحجوب عنه مشوب بالنقص والاحتقار.
والحاصل أن التعليم الأجنبي إبادة للأجيال المسلمة، وصياغة لها في ثقافتها التاريخية بما لا صلة له بالإسلام ولا بالمسلمين.
هدم الدين:
فإن غزو هذه المدارس التثقيفي القومي هو تمهيد للغزو الديني، فهي معاقل تبشير بالديانات والنِحَل التي محاها الإسلام وأبطلها، والتي لا يزال الكافرون ينتمون إليها كالنصرانية بمذاهبها الثلاثة: الكاثوليك، والبروتستانت، والأرثوذكس.
وإن الوليد المسلم الذي يرمي به أبواه في أحضان هذه المدارس الاستعمارية، إما أن يخرج خاويا، مفرّغا من مقوماته من حيث لا يشعر، مشحونا بمقومات غيره في دينه وثقافته، يستخدمونه لأغراضهم وغاياتهم.. وإما يرتدّ إلى دين باطل كالنصرانية.. وإما يلحد ويرتدّ إلى غير دين: "اللادينية".
ويقع في هذه المدارس التنصيرية، من شعائر عباد الصليب ما يكون كفيلا بتلقين طلابها السلوك المسيحي، وتنشئتهم على فلسفة مسيحية للحياة ـ هكذا على حد قولهم!!
ومن هذه المظاهر:
1- إقامة شعائر الصلوات النصرانية، والترانيم وغيرها، ومشاهدة أولاد المسلمين لها على الأقل، أو إلزامهم بالمشاركة فيها.
2- إلزام الطلاب بالذهاب إلى الكنيسة.
3- إلزام الطلاب بالمشاركة في المراسيم الدينية الكنسية.
4- إرشادهم إلى تقبيل الصليب حتى تغفر لهم ذنوبهم.
5- كفارة خطأ الطالب تقبيل الصليب.
6- إثارة الشبه حول الإسلام وتلقينها لهذه النفوس البريئة.
7- عرض الكتب التي تطعن في الإسلام.
وتعمل هذه المدارس على هدم الأخلاق الإسلامية، لإنتاج الإباحية، ولذا كانت هذه المدارس الاستعمارية هي أول من أدخل فتنة الاختلاط بين الجنسين، لما فيه من إشاعة الفساد والمنكرات وهدم العفة والاحتشام([6])، ولم يتمّ قبول الطالبات المحجبات([7]).
آثارها المدمرة في المسلمين:
ومن آثار هذه المدارس وجود طبقة بين المسلمين، مسلوبة خاوية مفرغة من موالاة المسلمين والبراءة من الكافرين، والغيرة على الدين، يعيشون بين أمراض الشبهات، وعقدة الشك والصراع الفكري والعقدي، وبين أمراض الشهوات، فيعايشون الحياة الغربية بلسانهم ومعلوماتهم ولباسهم، ونمط حياتهم وغدوهم ورواحهم في غاية من التغريب والتفرنج.. وهم بهذه المعايشة في الفكر والسلوك ينشرون التغريب والتشبه بأعداء الله بين المسلمين.
وهذه الطبقة خسارة في الوجود الإسلامي، وانكسار في رأس مال المسلمين.
وللأسف.. هذه الطبقة الآن منتشرة بغزارة، وهي لا تقتصر على طلاب المدارس الأجنبيّة، بل تعدّتها لتشمل طلاب المدرسة الأجنبيّة الكبرى: التلفاز!!!
هذا بخلاف طبقة المنافقين، الذين يحملون نصيبهم من الإسلام ظاهرا بالاسم وعقد الزواج وتسجيل المواليد وتشييع جنائزهم ودفنها في مقابر المسلمين، في حين أنّهم يستبطنون الإلحاد، ويظهرون الإباحية والفساد.
هذا بالإضافة لطبقة الملحدين، الكافرين ظاهرا وباطنا، الذين يعلنون كفرهم وإلحادهم، فيسبون الله والرسول والإسلام، ويستهزؤون بالمسلمين ويسخرون من الدين. . وللأسف يخالط هؤلاء المسلمين بالتزاوج، وولاية الأعمال والتصرف في شؤونهم.. وأعتقد أنّ أصدقاءنا في وزارات الثقافة والإعلام والتعليم المصرية خير دليل على ذلك!!
ومن مظاهر نجاح هذه الطبقات في بلاد الإٍسلام:
1- أن مدرسة التنصير التي افتتحت في استانبول عام 1863م هي التي قادت حركة التمرد على الدولة العثمانية بزعامة قائد الإلحاد والعلمنة والتغريب أتاتورك (1924-1938)، الذي أسقط الخلافة الإسلاميّة.
2- أن مدرسة التنصير التي افتتحت في بيروت عام 1823م هي التي طرحت فكرة "القومية العربية" وتولت قيادتها في الوسط الإسلامي.
3- أنّ القادة وولاة الحكم في البلاد المسلمة كلهم إنتاج نظام التعليم الغربي ووليد حضارته.. أما الذين لم يتح لهم أن يتثقفوا في بلد أوروبي وينشأوا في بيئته، فإنهم تعلموا في مراكز هذا التعليم في بلادهم، وتثقفوا بها تحت إشراف ممثلية الكبار ورقابتهم.. وذلك هو السر في أن العالم الإسلامي يتأرجح بين عقليتين وفلسفتين ووجهتين مختلفتين تتصارعان دائما.
4- ومن تفعيل دور هذه الطبقات في انحراف الوسط الإسلامي توليتهم الأعمال القيادية، وتلميع شخصياتهم، وتحسينهم في نظر المسلمين، حتى يؤدوا رسالتهم المشؤومة على الأمة الإسلامية([8]).
5- ومن فعاليات هذه الطبقات وآثارها في انحراف المسلمين، نداؤهم بفرنجة المسلمين، وتجاوز القيود الشرعية، حيث يكرهون حياتهم المبنية على العبودية لله والاحتشام والمثل العليا في الإسلام، ويبغونها إباحية ماجنة، وهم في الحقيقة دعاة التمرد على الوحي، والإرهاب بين أهليهم.. إنّهم سعاة الفتنة في المبادئ الإباحية والإلحادية، مثل إلحاحهم على: قضايا فصل الدين عن الحياة، وتهميش دور العلماء، وصرف النظر عن تحريم الربا والخمر والميسر، والتركيز على قضايا المرأة باسم تحريرها، وحريتها، ومساواتها بالرجل، وبالجملة الدعوة إلى صياغة المجتمع الإسلامي وصبغة من جديد بالصبغة الأوروبية، أو الأمريكية أو... كل بحسب فكر من تولى تلويثه([9]).
[1] نقلا عن بحث بقلم (بكر بن عبدالله أبو زيد آل غيهب).
[2] عبد الودود شلبي.. (الزحف إلى مكة).
[3] أعتقد أنّ هذه النسبة مبالغ فيها جدّا.. ولكن من يدري.. ربما!!
[4] المدارس التنصيرية. ص/17-20،19 إصدار مركز البلقان.
[5] المدارس التنصيرية. ص/4 إصدار مركز البلقان.
[6] مختصر إرشاد الحيارى 1 ص/16-17.
[7] المصدر السابق.
[8] انظر: مختصر إرشاد الحيارى. ص/42.
[9] حكم الشريعة الإسلامية للمشاط. ص/8. الصراع للندوي. ص/182-183.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق