620
كيف انحرف العالم ؟
كيف جعلونا نمسك الجمر:
ثالثا - التعليم
2 الهدف الحقيقي وراء سياسات نظمنا التعليمية
2 مناهج مدمرة
يعتقد البعض أنّ مناهج الحكومة الموجهة، تنمّي العقل والتفكير!!
وبخلاف أنّها للحفظ والتسميع فقط، فإنّني أتساءل:
أيّ عقل هذا الذي يمكن أن تنميه مناهج أحادية الرؤية، تفرض وجهة نظر واضعها وسياساته، ولا يوجد فيها أيّ نوع من الحوار أو عرض آراء المخالفين وحججهم؟!!
دعنا نكن منطقيين: مناهج هذه وظيفتها الوحيدة غسيل المخّ، ولا شيء سواه!
وإلا فأخبرني مثلا لماذا يدرسون نظرية دارون دون توجيه أيّ نقد لها، رغم أنّ هذه النظرية ثبت فشلها فشلا ذريعا؟!!
لماذا يوحون للطالب بأنّ بالإمكان أن تنشأ خلية حيّة من المواد الأولية في ماء البحر، ولا يذكرون أنّ التعقيد الموجود في تركيب الخلية وجزيء DNA يجعل احتمال ذلك هو نفس احتمال أن تقوم عاصفة تهبّ على مخزن للخردة بتكوين طائرة بوينج؟؟!!!
ألا تشعر أنّ الهدف من مثل هذه المناهج، هو دفع الطالب للإلحاد؟؟!!
وماذا عن الشعارات الفارغة التي يزجّون بها في المناهج، عن حرّيّة المرأة ومساواتها بالرجل، وضرورة خروجها للعمل وترقّيها أعلى المناصب؟
وماذا عن الادعاء بأنّ الإسلام دين تسامح ولا يقبل العنف، في الوقت الذي يبيدنا فيه أعداؤنا؟.. هل يستكثرون علينا حتّى المقاومة؟!!
وللأسف الشديد: انتقلت مثل هذه الفواجع لمناهج السعوديّة ـ التي يظن ّالبعض أنّها تطبّق الشريعة الإسلاميّة ـ بعد أن استجابت لأوامر أمريكا بتغيير المناهج!!
وقد قرأت مقالا من تلك التي تهاجم المناهج الشرعية في السعودية بحجّة أنّها تربّي الإرهاب، وكلاما من مسئول عن حتميّة كون مناهج التعليم ((وسطيّة))، تحض على فهم جوهر الدين دون قشوره، بعيدا عن المفاهيم التي يُروّج لها في المنتديات المتطرّفة... إلى آخر هذه الشعارات!
وقد علّقت على هذا قائلا:
لا تريحني هذه النبرة التي تسود المقال.. فقد استُخدمت كثيرا في مصر، إلى أن وصل الحال، لتدريس مناهج دين تبيح فوائد البنوك الربويّة، والرسم والتصوير والموسيقى، والسفور والاختلاط وعمل المرأة، وتحرّم الختان والزواج المبكّر والمتاجرة في العملة!!
نفس هذا سيحدث عندكم بالتدريج:
فباسم الوسطيّة سيتمّ حذف مفاهيم الجهاد من المناهج.. وتسمية الذين يقتلون أعداءنا الذين يحتلون بلادنا ـ إرهابيّين.. وتسمية الملتزمين بدينهم متزمّتين!!
وأنا لا أتكلّم من فراغ..
لقد مرّرنا بكلّ هذه المراحل من قبل في مصر المحروسة!!
أظرف ما أعجبني في المقال، هو عنوانه المثير، الذي يوحي بأنّ الحكومة تعترف بقصورها في التعليم!
إنّه نفس المنهج المنصوص عليه في بروتوكولات حكماء صهيون: لن نسمح بمهاجمتنا، إلا في الأمور التي ننوي تغييرها!!
كما أحبّ أن ألفت النظر إلى أنّ الإسلام ليس له جوهر وخارج.. ليس له قشر ولباب..
الإسلام دين كامل متكامل، يشمل كلّ شيء في الحياة، وكلّه جوهريّ.
أم هل سنفعل كاليهود، الذين هندسوا دينهم على حسب احتياجاتهم، يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض؟؟
كما أنّ الوسطيّة مصطلح مطّاط.. وخطير:
فالوسطيّة التي نصّ عليها القرآن، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.. وبهذا فهي جهاد مستمرّ!!
أمّا الوسطيّة التي يحبّون أن يتكلّموا عنها، فهي وسطيّة نسبيّة:
فالوسطيّة مثلا بين أن تترك الصلاة وأن تزني، هي أن تشرب الخمر!!
والوسطيّة بين أن تقتل وأن ترتدّ عن الإسلام، هي أن ترتشي وتسرق!!!
وكلّها وسطيّات!!
وفي النهاية، يتمّ زحزحة الإسلام بالتدريج، ليسقط إلى الهاوية!!
تماما كما حدث وما زال يحدث عندنا في مصر!!
وأحبّ أن ألفت النظر إلى تعبير: "المنتديات المتطرّفة على الإنترنت" الذي تكرّر أكثر من مرّة!!
واضح أن الوسطيّة عندهم تشمل عصب الأعين وتكميم الأفواه والحجر على العقول، وإغلاق المنتديات!!!
وبافتراض أنّ هناك منتديات متطرّفة، فماذا يعنيهم من أمرها، إذا كانوا على حقّ؟
أليس لكلّ إنسان عقل، وهذه المنتديات تحمل كلّ وجهات النظر وتتيح النقاش بين أعضائها؟؟
فليدخلوا وليردّوا إن كانت لديهم الحجّة والمنطق والأدلّة!
أسفا على الإسلام..
أسفا على المسلمين في دولهم..
نفس العبارات واليسناريوهات تطبّق علينا في كلّ مكان.
وللأسف: لا يبدو أنّ أمامنا ما نفعله!
أتصدّقون:
لقد بدأت أحسد شعب العراق!!.. على الأقلّ لقد عرف أعداءه!
ودعنا نحن في سباتنا العميق!
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق