3
لماذا انحرفَ العالمُ كلُّه؟
1- الفسادُ من جذورِه:
ألا يبدو لك أنّ القرنَ العشرينَ قد شهدَ انحرافًا أخلاقيًّا عالميّا؟
لا أدّعي أبدًا أنّ التاريخَ يخلو من فتراتِ السقوطِ والانحلال، وهي في الغالبِ الفتراتُ التي سبقتْ ظهورَ رسولٍ جديدٍ لتصحيحِ مسارِ البشريّة.
ولكنّ ما يدعو للدهشة، هو أن ينحرفَ بشرٌ غالبيّتُهم يدينونَ بديانتينِ سماويّتين عظميين: المسيحيّةِ والإسلام!
ولا أعني بالانحرافِ أنَّ شخصًا ما ارتكبَ خطأً ما في فترةٍ ما، فهذه فطرةٌ بشريّة، وإنّما أعني أن تجدَ الأغلبيّةَ المتزايدةَ يوميًّا تخرجُ عن سننِ الحياة، فترى الخطأَ صوابًا، والمنكرَ عُرفًا، والفاحشةَ واجبًا!
يا سيّدي.. إنّنا اليومَ نعيشُ عصرًا للشّواذِّ فيه حقوقٌ ومطالب، والمرأةُ فيه رجلٌ، والرجلُ امرأة!!
عامّةً، فإنَّ هذه المجموعةَ من المقالاتِ تهدفُ إلى محاولةِ إيجادِ تفسيرٍ لصورِ الانحرافِ الحاليّةِ في الأخلاقِ والأفكارِ والعقائد، وذلك بتتبّعِ التغيّراتِ والمنعطفاتِ الهامّةِ في التاريخِ، بدءا من الثورةِ اللوثريةِ وحتى الآن.
ويجبُ ألا يعتبرَ أحدٌ أنّ اختصاصي لمرحلةِ الثورةِ اللوثريةِ والإصلاحِ الكنسيِّ في الغربِ كنقطةِ انطلاقٍ، يعني أنَّني أرى التاريخَ من قبلِها مستقيمًا لا يشوبُه الانحراف، وإنّما يعني ذلك أنَّ هذه المرحلةَ وما أدّتْ إليه من تغييرات، هي من المفاتيحِ الرئيسيةِ لفهمِ واقعِنا المعاصرِ، وما ألمَّ به من انحرافٍ وفساد.
كما يجبُ أن تلاحظَ أنّ هذه المقالاتِ ـ على طولِ الكثيرِ منها ـ مختصرةٌ جدًا، ولمن أرادَ الاستزادةَ فعليه بالمراجعِ المشارِ إليها في الحواشي.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق