609
كيف انحرف العالم ؟
كيف جعلونا نمسك الجمر:
ثانيا - الإعلام
8 كلامٌ إجباريّ.. عن الشذوذ الغريزيّ
كان العجوز الثري يرتدي "روبا" منزليا قصيرا، ويتحدث على المحمول، مؤكدا استياءه من عدم قدوم محدثه، برقاعة وميوعة لا تترك مجالا للشك في اتجاه المشهد.
ثم أتى البطل الشاب ليكشف على عدّاد النور، فدعاه العجوز للغداء معه، وأعطاه بعض الحبوب لتمنحه الطاقة والنشاط!!
ثمّ دار بينهما بعض الحوار عن تلك الحبوب، وهما يجلسان على أريكة في الصالون، ليقوم العجوز الرقيع بوضع ساق على ساق كاشفا الروب عن ساقه!!
ثمّ بدأ يربت بيده على كتف الشاب وساقه!!!!!
فقال له الشاب:
- هات من الآخر!
- موش أكتر من إننا نقضي وقت ظريف مع بعض.
- وإذا قلت لحضرتك لأ؟
- ولا حاجة.. دي رغبتك.. وانت حرّ فيها.. ولازم أحترمها.. الحكاية ما فيش فيها إجبار.. وإلا بقى تبقى عملية اغتصاب!.. لازم الرغبة تبقى موجودة.. تبقى رغبة قوية ومتبادلة بين الطرفين.. ومن غير إكراه.. لازم يبقى فيه حب.. وئام.. وفاق.. لازم يكون فيه معايشة.. احنا بني آدمين.. موش وحوش في الغابة!.. لازم الحس الإنساني يبقى موجود.. ومن غيره.. تبقى الحكاية بايخة.. وسخيفة!
- يا باشا أنا مش عايز شرح.. ما لوش لزوم عندي.. إنت حر.. أنا ما ليش سلطان عليك.. ثمّ يعني الحكاية دي ما لهاش أي قبول عند أي حد.
- ولا عندي أنا كمان!.. لكن بقى: تعمل إيه في قدرك؟!!!!!!!!!!
- ما أعملش حاجة أبدا!!
- أنا موش عايزك تبص لي بصة وحشة كدا ولا كدة.. على فكرة أنا إنسان محترم جدا!!
- حريتك يا باشا!.. أستأذن.
ونهض الشاب منصرفا.. فتبعه العجوز تجاه الباب:
- استنّى.. اسمك إيه؟
- أحمد.
- اخترت اسمك يا أحمد؟
- لأ.
- اخترت أبوك وأمك؟
- لأ.
- اخترت المكان اللي اتولدت فيه؟
- لأ.
- اخترت إنك تبقى كشاف نور؟
- لأ.
(كان العجوز في بداية الأسئلة يقف على مسافة بعيدة.. وبعد كلّ إجابة بالنفي كان يقترب خطوة.. في إشارة واضحة لتقريب المفاهيم!!)
هنا قال العجوز:
- أنا كمان.. ما اخترتش إني أكون كده!.. فهمت؟
- فهمت يا باشا.
- مع السلامة يا أحمد.. (يتصافحان).. وسعيد بيك.. كإنسان متحضّر!!!!!!!!!!!!.. مع السلامة.
يتجه الشاب ويفتح الباب.. فيسرع العجوز بسؤاله:
- سؤال أخير: يا ترى: إنت مبسوط؟
- لأ.
- أنا كمان... موش مبسوط!!!.. ومع ذلك.. كلنا عايشين!!.. مش كده؟
يهز الشاب رأسه برهة، وينصرف!
*****
والآن.. يجب أن أقول إن المذكور أعلاه ليس جزءا من قصة ممنوعة.. أو فيلم أجنبيّ.
المذكور أعلاه هو مشهد استمرّ لعشر دقائق في الفيلم المصري "ديل السمكة"، الذي أجازته الرقابة وعرض العام الماضي في السينمات، ووزّع على شرائط فيديو، ولا ريب أنّ أكثر من قناة فضائيّة تعرضه، ليدخل في تشكيل جيل الشواذ من أطفالنا!!!
ورغم أنّي تألمت لإدراك إلى أيّ مستوى من الإجرام وصل من يسيطرون على إعلامنا وتعليمنا وثقافتنا ووعينا.. إلا إنّني لم أندهش!
منذ سنوات وأنا متأكّد أنّ هذه مرحلة متوقّعة.. وقادمة لا محالة.
وكثير من الأفلام والمسرحيات المصريّة منذ عدّة سنوات تحتوي على إشارات للشذوذ.. ولكنّ هذا المشهد جاء ليمثل ذروتها!
وقد جاء في حينه.. جاء ليواكب إنشاء المجلس الأعلى لحقوق الإنسان.. وحقوق الإنسان المزعومة ـ كما يفرضها علينا الغرب ـ ترفض أيّ قانون يناقض حرّيّة الاعتقاد أو حرّيّة استخدام الجسد أو حرّيّة التعبير عن الرأي!
وهذا معناه أنّ تطبيق الحدود على المرتدّ والمبتدع والزاني والشاذ ومن يسفه الإسلام والقيم هو اختراق لحقوق الإنسان (بينما إلقاء أمريكا للقنابل العنقوديّة على المناطق السكنية في العراق هو تحرير من أجل منحهم حقوق الإنسان)!!!
وشيء كهذا يحتاج لإعداد جيل مريض ليقبله.. عن طريق مثل هذه المشاهد، التي تحاول اصطناع التعاطف مع هذه النفايات!!
(بعد عشر سنوات من الآن، سنتناقش في المنتديات بحماس، حول ما إذا كانت الجماعات التي تحاول تجريم الشذوذ قانونيّا هي جماعات إرهابيّة أم لا!!!)
***
إنّ البعض الآن مشغول باستنكار ستار أكاديمي ـ أو بمعنى أدقّ: "فُجّار أكاديمي" ـ و"فجّار ميكر" و"سوبر فجّار" وما شابهها.. ولا ينتبه إلى أنّنا انحدرنا بالفعل دركا آخر!
وهذا يشير إلى أنّ الخطوة القادمة هي إجازة الأفلام التي تتطرّق لزنا المحارم.. حيث لن يبقى من نقاء الفطرة شيء!![1]
كلّ كلمات الدنيا عاجزة أن تنقل لكم إحساس الألم والمرارة الذي أشعر به!
الوباء:
كنت أشعر بإحباط بالغ بسبب ذلك المشهد اللعين.. ولكنّ نفس اليوم حمل لي مفاجأة أخرى، تمثّلت في هذا الخبر:
((خبر كالصاعقة يحدث في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
في تمام الساعة الرابعة فجرا من ليلة الأربعاء الموافق 5/1/1425هـ داهم رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حفلا جماهيريا مقاما في كبرى صالات الأفراح في المدينة المنوّرة وفي حي العزيزية تحديدا.. أتعلمون على ماذا كان الاحتفال قائما أيها المسلمون الغيورون؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!
كان حفل زواج رجل على رجل بكل ما تعنيه الكلمة:
مهر.. وعقد..وشهود.. وزفة.. ومنصة.. وكوشة.. ورمي ورد.. ورقص.. ومكياج.. وملابس فاتنة!!
تخلل هذا الاحتفال القذر.. الموسيقى الصاخبة.. والغناء.. وتعاطي المسكر.. والرقص.. ممن؟؟.. من مجموعة من المخنثين (الجنس الثالث) الذين أتوا من عدة أماكن من المملكة من جدة ومكة شرفها الله والرياض والخرج وغيرها.
وقد وردت معلومات موثقة أن أبطال الهيئة (حفظهم الله ) قبضوا على أكثر من خمسين منهم، ومن ضمنهم العروسان (الذكران) وعدد كبير من بطاقات الدعوة الخاصة بهذا الحفل وعدد كبير من الهدايا المقدمة للعروسين.. علما بأنّ الأمر كان له بالغ الأثر على سكان المدينة))
ثمّ تلاه هذا الخبر:
((قبض رجال هيئة المدينة المنورة في الساعة الثالثة والربع من ليلة الجمعة الموافق 7/1/1425هـ، على مجموعة من الجنس الثالث في كازينو في شرق المدينة في غرفة منه معلق فيها صور غير لائقة وإضاءة خافتة يقومون بالرقص والغناء والموسيقى الصاخبة مع وضع الماكياج على وجوههم وان عددهم يزيد عن الثلاثين))
وهكذا جاء هذان الخبران لينضما لكوارث فنادق الإمارات وحفلات مشابهة في فنادق البحرين، وغيرهما من دول الخليج.. ولتتويج التنظيمات الشاذة غريزيّا التي يقبض عليها بين فترة وأخرى في مصر، على شواطئ سيناء ـ التي مات عند خسارتها أكثر من 70 ألف من خيرة شبابنا، ومات لاستعادتها أكثر من 100 ألف آخرين، لتتحوّل في نهاية المطاف إلى شواطئ للعري والدعارة يرتع فيها اليهود لنقل الإدمان والإيدز والشذوذ الغريزي والعقائد المنحرفة لشبابنا!!!!!
نكتة:
استنكرت منظمات ((عقوق الإنسان)) اعتقال الشرطة المصريّة لتنظيم من الشواذ منذ عدة أشهر.. ووقف سيناتور أمريكي يطالب بوقف المعونات الاقتصاديّة لمصر.. إذ لا يعقل أن يدفع الشواذ والسحاقيات من أبناء الشعب الأمريكي الفاضل الضرائب للحكومة، لتقوم بمنح المعونات منها لدولة تنكّل بإخوانهم من الشواذ والسحاقيات!!!!
ما السبب؟
والآن فلنتساءل:
هل هناك علاقة مؤكدة بين الأفلام الهابطة التي تتناول هذه المواضيع (أجنبية وعربية) وبين ازدياد هؤلاء المنحرفين في العالم كلّه؟
هل هناك علاقة بين النكات البذيئة التي تتناول هذا الانحراف وتستشري في المجتمع كالنار في الهشيم، وبين ازدياد عدد هؤلاء المنحرفين؟
هل من الأسباب تقلص دور الأبوين في التربية بسبب التلفزيون والفضائيات والمدرسة وعمل المرأة؟
هل يدخل ضمن الأسباب وجود بعض الأطفال المنحرفين في الفصل، وتأثيرهم على البقية الصالحة (أقول لكم إنّ هذا سبب ملموس وجوهريّ في المدارس المصريّة، التي تحوّلت إلى أوكار لتخريج المجرمين بصورة مدهشة!!)
هل يدخل ضمن الأسباب، استرجال بعض النساء، وعدم السماح لشخصيّة أبنائهنّ الذكور بالنموّ الطبيعيّ نحو القوّة والاستقلاليّة؟ (للتعليم دور مشابه!!!!!!!)
أم هناك أسباب أخرى؟
وكيف يمكن إنقاذ أجيالنا الجديدة من هذا الخبال؟
أو على الأقل: كيف يمكنك أن تحمي أبناءك أنت؟.. إذا لم يكن من التحوّل لشواذ، فمن اغتصاب مثل هؤلاء لهم؟؟!!!!
هذه أجراس إنذار أردت أن أدقّها.. ليعلم كلّ إنسان جسامة العبء الملقى على عاتقه عند تربية أبنائه في هذا العصر المريض!!
منظومة فاسدة:
الانحراف الغريزي، أو حتّى إثارة الشهوات الفطريّة، ليسا أخطر ما تصدّره الأفلام والمسلسلات لوعي أطفالنا.. هناك مستعمرة فيروسيّة كاملة يتّم حقن الأطفال بها، تبدأ من تعزيز الفرديّة والأنانية، واستسهال تجاوز القيم والعادات والأعراف والشرائع جريا وراء اللذة العاجلة، وتستمرّ عبر إزالة النفور من ارتكاب المعاصي كالتدخين وشرب الخمر وارتداء الأزياء الفاضحة والاختلاط، وتتصاعد لتعزيز فكرة المساواة بين الجنسين (بصور مباشرة أو غير مباشرة) وتبثّ فكرة عمل المرأة وتَحرّرها كجزء من أهدافها في الحياة، وصولا إلى التنفير من شرع الله كالحدود (التي تناقض الفرديّة المقدسة!!) وتعدد الزوجات (الذي يناقض الوفاء السينمائي!!) والغيرة على المحارم (رمز التخلف والرجعية وقيد الحرّيّة!!) ... إلخ.
(نفس الأفكار تصدّرها القصص والروايات والكتب والمدارس الفكريّة والفلسفيّة!!)
والنتيجة الطبيعيّة أن تتزايد باطّراد، أعداد العلمانيين بين الصفوة المثقفة المتميّزة، وأن تتحوّل الجموع العريضة الباقية لوقود إحصائيّات مفزعة ـ تتزايد باستمرار ـ عن الزنا والإيدز والشذوذ الغريزيّ والإدمان والجريمة.. بخلاف الطلاق والعنوسة.. وغيرها وغيرها من أشكال التفسخ والتعاسة، التي تضمها جميعا سلسلة مترابطة الحلقات، بدأت من منظومة فاسدة، لا هي بالغربيّة ولا هي بالشرقيّة، بل هي مزيج من أسوأ ما في الاثنتين!!
فمن أين يبدأ الحلّ في نظرك لكلّ هذه المتاهة؟
[1] لمزيد من التفاصيل حول المخططات التدميريّة، اقرإ الجزء الخاص بـ "فلنستبق الأحداث" ضمن مقال "تعدد الزوجات والخلع".
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق