251
الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السادس
ذكر تبييض أبي الغنائم بن المحلبان
في هذه السنة بيض علاء الدين أبو الغنائم بن المحلبان بواسط وخطب فيها للعلويين المصريين.
وكان سبب ذلك أن رئيس الرؤساء سعى له في النطر على واسط وأعمالها فأجيب إلى ذلك فانحدر إليها فصار عنده جماعة من أعيانها وجند جماعة عظيمة وتقوى بالبطائحيين وحفر على الجانب الغربي من واسط خندقًا وبنى عليه سورًا وأخذ ضريبة من سفن أصعدت للخليفة فسير لحربه عميد العراق أبو نصر فاقتتلوا فانهزم ابن المحلبان وأسر من ثم تسلم البلد وأمر أهله بطم الخندق وتخريب السور ثم أصعد إلى بغداد فلما فارقها عاد إليها ابن فسانجس ونهب قرية عبد الله وقتل كل أعمى رآه بواسط وأعاد خطبة المصريين وأمر أهل كل محلة بعمارة ما يليهم من السور.
ومضى منصور بن الحسين إلى المدار وأرسل إلى بغداد يطلب المدد فكتب إليه عميد العراق ورئيس الرؤساء يأمرانه أن يقصد واسطًا هو وابن الهيثم وأن يحاصرها فأقبلا إليها فيمن معهما وحصروها في الماء والبر وكان هذا الحصار سنة تسع وأربعين فاشتد فيها الغلاء حتى بيع التمر والخبز وكروش البقر كل خمسة أرطال بدينار وإذا وجد الخبازى باعوه كل عشرين رطلًا بدينار.
ثم ضعفوا وضجروا من الحصار فخرج ابن فسانجس ليقاتل فلم يثبت وقتل جماعة من أصحابه وانهزموا إلى سور البلد واستأمن جماعة من الواسطيين إلى منصور بن الحسين وفارق ابن فسانجس واسطًا ومضى إلى قصر ابن أخضر وسار إليه طائفة من العسكر ليقاتلوه فأدركوه بقرب النيل فأسر هو وأهله وحمل إلى بغداد فدخلها في صفر سنة تسع وأربعين وشهر على جمل وعليه قميص أحمر وعلى رأسه طرطور بودع وصلب.
في هذه السنة سلخ شوال كانت وقعة بين البساسيري ومعه نور الدولة دبيس بن مزيد وبين قريش بن بدران صاحب الموصل ومعه قتلمش وهو ابن عم السلطان طغرلبك وهو جد هؤلاء الملوك أولاد قلج أرسلان ومعه أيضًا سهم الدولة أبو الفتح بن عمرو وكانت الحرب عند سنجار فاقتتلوا فاشتد القتال بينهم فانهزم قريش وقتلمش وقتل من أصحابهما الكثير.
ولقي قتلمش من أهل سنجار العنت وبالغوا في أذاه وأذى أصحابه وجرح بن بدران وأتى إلى نور الدولة جريحًا فأعطاه خلعة كانت قد نقذت من مصر فلبسها وصار في جملتهم وساروا إلى الموصل وخطبوا لخليفة مصر بها وهو المستنصر بالله وكانوا قد كانبوا الخليفة المصري بطاعتهم فأرسل إليهم الخلع من مصر للبساسيري ولنور الدولة دبيس بن مزيد ولجابر بن ناشب ولمقبل بن بدران أخي قريش ولأبي الفتح بن ورام ونصير بن عمر وأبي الحسن بن عبد الرحيم ومحمد بن حماد وانضاف إليهم قريش بن بدران.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق