313
الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السابع والاخير
ذكر عدة حوادث
ذكر ذلك وما جرى في قفصة من قتل الموحدين
ومساعدة أهل قفصة صاحبهم على ذلك فشرع في سد الثغور التي يخافها بعد مسيره فلما فرغ من جميع ذلك جهز العسكر وسار نحو إفريقية سنة خمس وسبعين ونزل على مدينة قفصة وحصرها ثلاثة أشهرن وهي بلدة حصينة وأهلها أنجاد وقطع شجرها.
فلما اشتد الأمر على صاحبها وأهلهان خرج منها مستخفيًا لم يعرف به أحد من أهل قفصة ولا من عسكره وسار إلى خيمة يوسف وعرف حاجبه انه قد حضر إلى أمير المؤمنين يوسف فدخل الحاجب واعلم يوسف بوصول صاحب قفصة إلى باب خيمته فعجب منه كيف أقدم على الحضور عنده بغير عهد وأمر بإدخاله عليه فدخل وقبل يده وقال: قد حضرت أطلب عفو أمير المؤمنين عني وعن أهل بلدي وان يفعل ما هو أهله واعتذر فرق له يوسف فعفا عنه وعن أهل البلد وتسلم المدينة أول سنة ست وسبعين وسير على بن المعز صاحبها إلى بلاد المغرب فكان فيه مكرمًا عزيزًا وأقطعه ولاية كبيرة ورتب يوسف لقفصة طائفة من أصحابه الموحدين وحضر مسعود بن زمام أمير العرب عند يوسف أيضًا فعفا عنه وسيره إلى مراكش وسار يوسف إلى المهدية فاتاه بها رسول ملك الفرنج صاحب صقلية يلتمس الصلح منه فهادنه عشر سنين وكانت بلاد إفريقية مجدبة فتعذر على العسكر القوت وعلف الدواب فسار إلى المغرب مسرعًا والله أعلم.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق