364
الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السابع والاخير
ذكر فتح مدينة عكا
لما فرغ صلاح الدين من طبرية سار عنها يوم الثلاثاء ووصل إلى عكا يوم الأربعاء وقد صعد أهلها على سورها يظهرون الامتناع والحفظ فعجب هو والناس من ذلك لأنهم علموا أن
عساكرهم من فارس وراجل بين قتيل وأسير وأنهم لم يسلم منهم إلا القليل إلا أنه نزل يومه وركب يوم الخميس وقد صمم على الزحف إلى البلد وقتاله فبينما هو ينظر من أين يزحف ويقاتل إذ خرج كثير من ألها يضرعون ويطلبون الأمان فأجابهم إلى ذلك وأمنهم على أنفسهم وأموالهم وخيرهم بين الإقامة والظعن فاختاروا الرحيل خوفًا من المسلمين وساروا عنها متفرقين وحملوا ما أمكنهم حمله من أموالهم وتركوا الباقي على حاله.
ودخل المسلمون إليها يوم الجمعة مستهل جمادى الأولى وصلوا بها الجمعة في جامع كان للمسلمين قديمًا ثم جعله الفرنج ببيعة ثم جعله صلاح الدين جامعًا وهذه الجمعة أول جمعة أقيمت بالساحل الشامي بعد أن ملكه الفرنج.
وسلم البلد إلى ولده الأفضل وأعطى جميع ما كان فيه للداوية من أقطاع وضياع وغير ذلك للفقيه عيسى وغنم المسلمون ما بقي مما لم يطق الفرنج حمله وكان من كمثرته يعجز الإحصاء عنه فرأوا فيها من الذهب والجوهر والسقلاط والبندقي والشكر والسلاح وغير ذلك من أنواع الأمتعة كثيرًا فإنها كانت مقصدًا للتجار الفرنج والروم وغيرهم من أقصى البلاد وأدناها وكان كثير منها قد خزنه التجار وسافروا عنه لكساده فلم يكن له من ينقله ففرق صلاح الدين وابنه الأفضل ذلك جميعه على أصحابهما وأكثر ذلك فعله الأفضل لأنه كان مقيمًا بالبلد وأنت شيمته في الكرم معروفة.
و ذكر فتح مجدليابة لما هزم صلاح الدين الفرنج أرسل إلى أخيه العادي بمصر يبشره بذلك ويأمره بالمسير إلى بلاد الفرنج من جهة مصر بمن بقي عنده من العسكر ومحاصرة ما يليه منها فسارع إلى ذلك وسار عن مصر فنازل حصن مجليابة وحصره وغنم ما فيه.
وورد كتابه بذلك إلى صلاح الدين وكانت بشارة كبيرة.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق