إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 28 يوليو 2016

335 الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السابع والاخير ذكر ملك صلاح الدين حلب



335


الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السابع والاخير

ذكر ملك صلاح الدين حلب

و في هذه السنة سار صلاح الدين من عين تاب إلى حلب فنزل عليها في المحرم أيضًا في الميدان الأخضر وأقام به عدة أيام ثم انتقل إلى جبل جوشن فنزل بأعلاه وأظهر أنه يريد أن يبني وكان صاحب حلب عماد الدين زنكي بن مودود بن زنكي ومعه العسكر النوري وهم مجدون في القتال فلما رأى كثرة الخرج كأنه شح بالمال فحضر يومًا عنده بعض أجناده وطلبوا منه شيئًا فاعتذر بقلة المال عنده فقال له بعضهم‏:‏ من يريد أن يحفظ مثل حلب يخرج الأموال ولو باع حلي نسائه فمال حينئذ إلى تسليم حلب وأخذ العوض منها وأرسل مع الأمير طمان الياروقي وكان يميل إلى صلاح الدين وهواه معه فلهذا أرسله فقرر قاعدة الصلح على أن يسلم عماد الدين حلب إلى صلاح الدين ويأخذ عوضها سنجار ونصيبين والخابور والرقة وسروج وجرت اليمن على ذلك وباعها بأوكس الأثمان أعطى حصنًا مثل حلب وأخذ عوضها قرى ومزارع فنزل عنها عشر صفر وتسلمها صلاح الدين فعجب الناس كلهم من ذلك وقبحوا ما أتى حتى إن بعض عامة حلب أحضر اجانة وماء وناداه‏:‏ أنت لا يصلح لك الملك وإنما يصلح لك أن تغسل الثياب وأسمعوه المكروه‏.‏

واستقر ملك صلاح الدين بملكها وكان مزلزلًا فثبت قدمه بتسليمها وكان على شفا جرف هار وإذا أراد الله أمرًا فلا مرد له‏.‏

وسار عماد الدين إلى البلاد التي أعطيها عوضًا عن حلب فتسلمها وأخذ صلاح الدين حلب واستقر الحال بينهما‏:‏ إن عماد الدين يحضر في خدمة صلاح الدين بنفسه وعسكره إذا

استدعاه لا يحتج بحجة ومن الاتفاقات العجيبة أن محيي الدين بن الزكي قاضي دمشق مدح صلاح الدين بقصيدة منها‏:‏ وفتحكم حلبًا بالسيف في صفر مبشر بفتوح القدس في رجب فوافق فتح القدس في رجب سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة على ما ذكرناه إن شاء الله تعالى‏.‏

ومما كتبه القاضي الفاضل في المعنى عن صلاح الدين‏:‏ فأعطيناه عن حلب كذا وكذا وهو صرف على الحقيقة أخذنا فيه الدنانير وأعطيناه الدراهم ونزلنا عن القرى وأحرزنا العواصم‏.‏

وكتب أيضًا‏:‏ أعطيناه ما لم يخرج عن اليد يعني أنه متى شاء أخذه لعدم حصانته‏.‏

وكان ي جملة من قتل على حلب تاج الملوك بوري أخو صلاح الدين الأصغر وكان فارسًا شجاعًا كريمًا حليمًا جامعًا لخصال الخير ومحاسن الأخلاق طعن في ركبته فانفكت فمات منعها بعد أن استقر الصلح بين عماد الدين وصلاح الدين على تسليم حلب قبل أن يدخلها صلاح الدين فلما استقر أمر الصلح حضر صلاح الدين عند أخيه يعوده وقال له‏:‏ هذه حلب قد أخذناها وهي لك فقال‏:‏ ذلك لو كان وأنا حي‏.‏

ووالله لقد أخذتها غالية حيث تفقد مثلي‏.‏

فبكى صلاح الدين وأبكى‏.‏

ولما خرج عماد الدين إلى صلاح الدين وقد عمل له دعوة احتفل فيها فبينما هم في سرور إذ جاء إنسان فأسر إلى صلاح الدين بموت أخيه فلم يظهر هلعًا ولا جزعًا وأمر بتجهيزه سرًا ولم يعلم عماد الدين ومن معه في الدعوة واحتمل الحزن وحده لئلا يتنكر ما هم فيه وكان هذا من الصبر الجميل‏.‏



 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق