إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 28 يوليو 2016

308 الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السابع والاخير ذكر وفاة سيف الدين صاحب الموصل وولاية أخيه عز الدين بعده



308


الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السابع والاخير

ذكر وفاة سيف الدين صاحب الموصل وولاية أخيه عز الدين بعده

في هذه السنة ثالث صفر توفي سيف الدين غازي بن مودود بن زنكي صاحب الموصل وديار الجزيرة وكان مرضه السل وطال به ثم أدركه في آخره سرسام ومات‏.‏

ومن عجيب ما يحكى ان الناس خرجوا سنة خمس وسبعين يستسقون لانقطاع الغيث وشدة الغلاء وخرج سيف الدين في موكبه فثار به الناس وقصدوه بالاستغاثة وطلبوا منه ان يأمر بالمنع من بيع الخمر فأجابهم إلى ذلك فدخلوا البلد وقصدوا مساكن الخمارين وخربوا أبوابها ودخلوها ونهبوها وأراقوا ما بها من خمور وكسروا الظروف وعملوا ما لا يحل فاستغاث أصحاب الدور إلى نواب السلطان وخصوا بالشكوى رجلًا من الصالحين يقال له أبو الفرج الدقاق ولم يكن له يد في الذي فعله العامة من النهب وما لا يجوز فعله إنما هو أراق الخمور ونهى العامة على الذي يفعلونه فلم يسمعوا منه فلما شكى الخمارون منه أحضر بالقلعة وضرب على رأسه فسقطت عمامته فلما أطلق لينزل من القلعة نزل مكشوف الرأس فأرادوا تغطيته بعمامته فلم يفعل وقال‏:‏ والله لا غطيت رأسي حتى ينتقم الله لي ممن ظلمني‏!‏ فلم يمض غير أيام حتى توفي الدزدار الذي تولى أذاه ثم بعقبه موت سيف الدين واستمر بها إلى أن مات وعمره حينئذ نحو ثلاثين سنة‏.‏

وكانت ولايته عشر سنين وثلاثة أشهر وكان حسن الصورة مليح الشباب تام القامة ابيض اللون وكان عاقلًا وقورًا قليل الالتفات إذا ركب وإذا جلس عفيفًا لم يذكر عنه ما ينافي العفة‏.‏

وكان غيورًا شديد الغيرة لا يدخل دوره غير الخدم الصغار فإذا كب أحدهم منعه وكان لا يحب سفك الدماء ولا أخذ الأموال على شح فيه وجبن‏.‏

ولما اشتد مرضه أراد ان يعهد بالملك لابنه معز الدين سنجر شاه وكان عمره حينئذ اثنتي عشر سنة فخاف على الدولة من ذلك لأن صلاح الدين يوسف بن أيوب كان قد تمكن بالشام وقوي أمره وامتنع أخوه عز الدين مسعود بن مودود من الإذعان لذلك والإجابة إليه فأشار الأمراء الأكابر ومجاهد الدين قايماز بأن يجعل الملك بعده في عز الدين أخيه لما هو عليه من الكبر في السن والشجاعة والعقل وقوة النفس وأن يعطي ابنيه بعض البلاد ويكون مرجعهما إلى هز الدين عمهما والمتولي لأمرهما مجاهد الدين قايماز ففعل ذلك وجعل الملك في أخيه وأعطى جزيرة ابن عمر وقلاعها لولده سنجر شاه وقلعة عقر الحميدية لولده الصغير ناصر الدين كسك‏.‏

فلما توفي سيف الدين ملك بعده الموصل والبلاد أخوه عز الدين وكان المدبر للدولة مجاهد الدين وهو الحاكم في الجميع واستقرت الأمور ولم يختلف اثنان‏.‏



 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق