321
الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السابع والاخير
ذكر إرسال سيف الإسلام إلى اليمن وتغلبه عليه
في هذه السنة سير صلاح الدين أخاه سيف الإسلام طغدكين إلى بلاد اليمن وأمره بتملكها وقطع الفتن بها وفوض إليه أمرها وكان بها حطان بن منقذ كما ذكرناه قبل وكتب عز الدين عثمان الزنجيلي متولي عدن إلى صلاح الدين يعرفه باختلال البلاد ويشير بإرسال بعض أهله إليها لأن حطان كان قوي عليه فخافه عثمان فجهز صلاح الدين أخاه سيف الإسلام وسيره إلى أهل اليمن فوصل إلى زبيد فخافه حطان ابن منقذ واستشعر منه وتحصن في بعض القلاع فلم يزل به سيف الإسلام يؤمنه ويهدي إليه ويتلطفه حتى نزل إليه فأحسن صحبته واعتمد معه ما لم يكن يتوقعه من الإحسان فلم يثق حطان به وطلب نه دستورًا ليقصد الشام فامتنع في إجابته إظهارًا للرغبة في كونه عنده فلم يزل حطان يراجعه حتى أذن له فأخرج أثقاله وأمواله وأهله وأصحابه وكل ما له وسير الجميع بين يديه.
فلما كان الغد دخل على سيف الإسلام ليودعه قبض عليه واسترجع جميع ماله فأخذه عن أخره لم يسلم منه قليل ولا كثير ثم سجنه في بعض القلاع وكان أخر العهد به فقيل أنه قتله وكان في جملة ما اخذ منه الأموال والذهب والعين في سبعين غلافًا زردية مملوءة عينًا.
وأما عز الدين عثمان الزنجيلي فإنه لما سمع ما جرى على حطان خاف فسار نحو الشام خائفًا يترقب وسير معظم أمواله في البحر فصادفهم مراكب فيها أصحاب سيف الإسلام فخذوا كل ما لعز الدين ولم يبق إلا ما صحبه في الطريق وصفت زبيد وعدن وما معهما من البلاد لسيف الإسلام.
وغيره من بلاد الفرنج لما وصل صلاح الدين إلى دمشق كما ذكرناه أقام أيامًا يريح ويستريح هو وجنده ثم سار إلى بلاد الفرنج في ربيع الأول فقصد طبرية فنزل بالقرب منها وخيم في الأقحوانة من الأردن وجاءت الفرنج بجموعها فنزلت في طبرية فسير صلاح الدين ابن أخيه فرخشاه إلى بيسان فدخلها قهرًا وغنم ما فيها وقتل وسبى وجحف الغور غارة شعواء فعم أهله قتلًا وأسرًا وجاءت العرب فأغارت على جنين واللجون وتلك الولاية حتى قاربوا مرج عكا.
وسار الفرنج من طبرية فنزلوا تحت جبل كوكب فتقدم صلاح الدين إليهم وأرسل العساكر عليهم يرمونهم بالنشاب فلم يبرحوا ولم يتحركوا للقتال فأمر أبني أخيه تقي الدين عمر وعز الدين فرخشاه فحملا على الفرنج فيمن معهما فقاتلوا قتالًا شديدًا ثم إن الفرنج انحازوا على حاميتهم فنزلوا غفربلا فلما رأى صلاح الدين ما قد أثخن فيهم وفي بلادهم عاد عنهم إلى دمشق.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق