إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 28 يوليو 2016

320 الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السابع والاخير ذكر مسير صلاح الدين إلى الشام وإغارته على الفرنج



320


الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السابع والاخير

ذكر مسير صلاح الدين إلى الشام وإغارته على الفرنج

في هذه السنة خامس المحرم سار صلاح الدين عن مصر إلى الشام ومن عجيب ما يحكى من التطير أنه لما برز من القاهرة أقام بخيمته حتى تجتمع العساكر والناس عنده وأعيان دولته والعلماء وأرباب الآداب فمن بين مدع له وسائر معه وكل منهم يقول شيئًا في الوداع والفراق وما هم بصدده من السفر وفي الحاضرين معلم لبعض أولاده فاخرج رأسه من بين الحاضرين وانشد‏:‏ تمتع من شميم عرار نجد فما بعد العشية من عرار فانقبض صلاح الدين من بعد انبساطه وتطير وتنكد المجلس على الحاضرين فلم يعد إليها إلى أن مات بعد طول المدة‏.‏

ثم سار عن مصر وتبعه من التجار وأهل البلاد ومن كان قصد مصر من الشام بسبب الغلاء بالشام وغيره عالم كثير فلما سار جعل طريقه على أيلة فسمع أن الفرنج قد جمعوا له ليحاربوه ويصدوه عن المسير فلما قارب بلادهم سير الضعفاء والأثقال مع أخيه تاج الملوك بوري إلى دمشق وبقي هو في العساكر المقاتلة لا غير فشن الغارات بأطراف بلادهم وأكثر ذلك ببلد الكرك والشوبك فلم يخرج إليه منهم أحد ولا أقدم على الدنو منه ثم سار فأتى دمشق فوصلها حادي عشر صفر من السنة‏.‏

في هذه السنة أيضًا في صفر فتح المسلمون بالشام شقيفًا من الفرنج يعرف بحبس جلدك وهو من أعمال طبرية مطل على السواد‏.‏

وسبب فتحه أن الفرنج لما سمعوا بمسير صلاح الدين من مصر إلى الشام جمعوا له وحشدوا الفارس والراجل واجتمعوا بالكرك بالقرب من الطريق لعلهم ينتهزون فرصة أو يظفرون بنصرة وربما عاقوا المسلمين عن المسير بأن يقفوا على بعض المضايق فلما فعلوا ذلك خلت بلادهم من ناحية الشام فسمع فرخشاه الخبر فجمع من عنده من عساكر الشام ثم قصد بلاد الفرنج وأغار عليها ونهب دبورية وما يجاورها من القرى واسر الرجال وقتل فيهم واكثر وسبى النساء وغنم الأموال وفتح منهم الشقيف وكان على المسلمين منه أذى شديد ففرح المسلمون بفتحه فرحًا عظيمًا وأرسل إلى صلاح الدين بالبشارة فلقيه في الطريق ففت ذلك في عضد الفرنج وانكسرت شوكتهم‏.‏



 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق