350
الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السابع والاخير
ذكر ملك صلاح الدين ميافارقين
لما سار صلاح الدين إلى خلاط جعل طريقه على ميافارقين مطمع ملكها حيث كان صاحبه قطب الدين صاحب ماردين قد توفي كما ذكرنا وملك بعد ابنه وهو طفل وكان حكمها إلى شاه أرمن وعسكره فيها فلما توفي طمع في أخذها فلما نازلها رآها مشحونة بالرجال وبها زوجة قطب الدين المتوفي ومعها بنات لها منه وهي أخت نور الدين محمد صاحب الحصن فأقام صلاح الدين عليها يحصرها من أول جمادى الأولى.
وكان المقدم على أجنادها أميرًا اسمه يرنقش ولقبه أسد الدين وكان شجاعًا شهمًا يحفظ البلد فأحسن إليه واشتد القتال عليه ونصبت المجانيق والعرادات فلم يصل صلاح الدين إلى ما يريد منها فلما رأى ذلك عدل عن القوة والحرب إلى أعمال الحيلة فراسل امرأة قطب الدين المقيمة بالبلد يقول لها: إن أسد الدين يرنقش قد مال إلينا في تسليم البلد ونحن نرعى حق أخيك نور الدين فيك بعد وفاته ونريد أن يكون لك في هذا الأمر نصيب وأنا أزوج بناتك بأولادي وتكون ميافارقين وغيرها لك وبحكمك ووضع من أرسل إلى أسد يعرفه أن الخاتون قد مالت للمقاربة والانقياد إلى السلطان وأن من بخلاط قد كاتبوه ليسلموا إليه فخذ لنفسك.
واتفق أن رسولًا وصله من خلاط يبذلون له الطاعة وقالوا له من الاستدعاء إليهم ما كانوا يقولونه فأمر صلاح الدين الرسول فدخل إلى ميافارقين وقال لأسد: أنت عمن تقاتل وأنا قد جئت في تسليم خلاط إلى صلاح الدين! فسقط في يده وضعفت نفسه وأرسل يقترح أقطاعًا ومالًا فأجيب إلى ذلك وسمل البلد سلخ جمادى الأولى وعقد النكاح لبعض أولاده على بعض
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق