396
الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السابع والاخير
ذكر انهزام عسكر الخليفة من السلطان طغرل
في هذه السنة جهز الخليفة الناصر لدين الله عسكرًا كثيرًا وجعل المقدم عليهم وزيره جلال الدين عبيد الله بن يونس وسيرهم إلى مساعدة قزل ليكف السلطان طغرل عن البلاد فسار العسكر ثالث صفر إلى أن قارب همذان فلم يصل قزل إليهم وأقبل طفرل إليهم في عساكره فالتقوا ثامن ربيع الأول بداي مرج عند همذان واقتتلوا فلم يثبت عسكر بغداد بل انهزموا وتفرقوا وثبت الوزير قائمًا ومعه مصحف وسيف فأتاه من عسكره طغرل من أسره وأخذ ما معه من خزانة وسلاح ودواب وغير ذلك وعاد العسكر إلى بغداد متفرقين.
وكنت حينئذ بالشام في عسكر صلاح الدين يريد الغزاة فأتاه الخبر مع النجابين بميسر العسكر البغدادي فقال: كأنكم وقد وصل الخبر بانهزامهم.
فقال له بعض الحاضرين: وكيف ذلك فقال: لا شك أن أصحابي وأهيل أعرف بالحرب من الوزير وأطوع في العسكر منه ومع هذا فما أرسل أحدًا منهم في سرية للحرب إلا وأخاف عليه وهذا الوزير غير عارف بالحرب وقريب العهد بالولاية ولا يراه الأمراء أهلًا أن يطاع وفي مقابلة سلطان شجاع قد باشر الحرب بنفسه ومن معه يطيعه وكان الأمر كذلك ووصل الخبر إليه بانهزامهم فقال لأصحابه: كنت أخبرتكم بكذا وكذا وقد وصل الخبر بذلك.
ولما عادت عساكر بغداد منهزمة قال بعض الشعراء وهو أحمد بن الواثق بالله: أتركونا من جائحات الجريمة طلعة طلعة تكون وخيمة بركات الوزير قد شملتنا فلهذا أمورنا مستقيمة خرجت جندنا تريد خراسا ن جميعًا بأبهات عظيمة ووزير وطاق طنب ونفش وخيول معدة للهزيمة هم رأوا غرة العدو وقد أق بل ولوا وانحل عقد العزيمة وأتونا ولا بخفي حنين بوجوه سود قباح دميمة لو رأى صاحب الزمان ولوعا ين أفعالهم وقبح الجريمة قابل الكل بالنكال وناهي ك بها سبة عليهم مقيمة كان ينبغي أن تتقدم هذه الحادثة وإنما أخرتها لتتبع الحوادث المتقدمة بعضها بعضًا لتعلق كل واحدة منها بالأخرى.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق