160
الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الثالث
ذكر محاصرة القسطنطينية
في هذه السنة سار سيمان بن عبد الملك إلى دابق وجهز جيشًا مع أخيه مسلمة بن عبد الملك ليسير إلى القسطنطينية ومات ملك الروم فأتاه أليون من أذربيجان فأخبره فضمن له فتح الروم فوجه مسلمة معه فسارا إلى القسطنطينية فلما دنا منها أمر كل فارس أن يحمل معه مدين من طعام على عجز فرسه إلى القسطنطينية ففعلوا فلما أتاها أمر بالطعام فألقي أمثال الجبال وقال للمسلمين: لا تأكلوا منه شيئًا وأغيروا في أرضهم وازرعوا.
وعمل بيوتًا من خشب فشتى فيها وصاف وزرع الناس وبقي الطعام في الصحراء والناس يأكلون ما أصابوا من الغارات ومن الزرع وأقام مسلمة قاهرًا للروم معه أعيان الناس خالد بن معدان ومجاهد بن جبر وعبد الله بن أبي زكرياء الخزاعي وغيرهم.
فأرسل الروم إلى مسلمة يعطونه عن كل رأس دينارًا فلم يقبل.
فقالت الروم لأليون: إن صرفت عنا المسلمين ملكناك.
فاستوثق منهم فأتى مسلمة فقال له: إن الروم قد علموا أنك لا تصدقهم القتال وأنك تطاولهم ما دام الطعام عندك فلو أحرقته أعطوا الطاعة بأيديهم.
فأمر به فأحرق فقوي الروم وضاق المسلمون حتى كادوا يهلكون وبقوا على ذلك حتى مات سليمان.
وقيل: إنما خدع أليون مسلمة بأن يسأله أن يدخل الطعام إلى الروم بمقدار ما يعيشون به ليلة واحدة ليصدقوه أن أمره وأمر مسلمة واحد وأنهم في أمان من السبي والخروج من بلادهم فأذن له وكان أليون قد أعد السفن والرجال فنقلوا تلك اليلة الطعام فلم يتركوا في تلك الحظائر إلا ما لا يذكر وأصبح أليون محربًا وقد خدع خديعة لو كانت إمرأة لعيبت بها ولقي الجند ما لم يلقه جيش آخر حتى إن كان الرجل ليخاف أن يخرج من العسكر وحده وأكلوا الدواب والجلود وأصول الشجر والورق وكل شيء غير التراب وسليمان مقيم بدابق وتولى الشتاء فلم يقدر أن يمدهم حتى مات.
وفي هذه السنة بايع سليمان لإبنه أيوب بولاية العهد فمات أيوب قبل أبيه.
وفي هذه السنة فتحت مدينة الصقالبة وكانت برجان قد أغارت على مسلمة بن عبد الملك وهو في قلة فكتب إلى سليمان يستمده فأمده فمكرت بهم الصقالبة ثم انهزموا.
وفيها غزا الوليد بن هشام وعمرو بن قيس فأصيب ناس من أهل أنطاكية وأصاب الوليد ناسًا من ضواحي الروم وأسر منهم بشرًا كثيرًا.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق