إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 26 مايو 2016

464 الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الرابع ذكر دخول الزنج رامهرمز


464

الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الرابع

ذكر دخول الزنج رامهرمز

وفيها دخل علي بن أبان والزنج رامهرمز وسبب ذلك أن محمد بن عبيد الله كان يخاف علي بن أبان لما في نفس علي منه لما ذكرناه فكتب إلى انكلاي بن العلوي وسأله أن يسأل أباه ليرفع يد علي عنه ويضمه إلى نفسه فزاد ذلك غيظ علي منه وكتب إلى الخبيث بالإيقاع بمحمد ويجعل ذلك الطريق إلى مطالبته بالخراج فأذن له فكتب إلى محمد يطلب منه حمل الخراج فمطله ودافعه فسار إليه علي وهوبرامهرمز فهرب محمد عنها ودخلها علي والزنج فاستباحها ولحق بأقصى معاقله وانصرف علي غامنًا‏.‏

وخاف محمد فكتب إليه يطلب المسالمة فأجابه إلى ذلك على مال يؤديه إليه فحمل إليه مائتي ألف درهم فأنفذها إلى صاحب الزنج وأمسك عن محمد بن عبيد الله وأعماله‏.‏

وقعة أكراد داربان والزنج وفيها كانت وقعة للزنج انهزموا فيها وكان سببها أن محمد بن عبيد الله كتب إلى علي بن أبان بعد الصلح يسأله المعونة على الأكراد الدارنان على أن يجعل له ولأصحابه غنائمهم فكتب علي إلى صاحبه يستأذنه فكتب إليه أن وجه إليه جيشا وأقم أنت ولا تنفذ أحدًا حتى تستوثق منه بالرهائن ولا يأمن غزوه والطلب ثاره‏.‏

فكتب عل إلى محمد يطلب منه اليمين والرهائن فبذل له اليمين ومطله بالرهائن فلحرص علي على الغنائم أنفذ إليه جيشا فسير محمد معهم طائفة من أصحابه إلى الأكراد فخرج إليهم الأكراد فقاتلوهم ونشبت الحرب فتخلى وكان محمد قد أعد لهم من يتعرضهم إذا انهزموا فصادفوهم وأوقعوا بهم وسلبوهم وأخذوا دوابهم ورجعوا بأسوأ حال فكتب علي إلى الخبيث بذلك فعنفه وقال‏:‏ ضيعت أمري في ترك الرهائن وكتب إلى محمد يتهدده فخاف محمد وكتب يخضع ويذل ورد بعض الدواب وقال‏:‏ إنني كبست من كانت عندهم وخلصت هذه منهم‏.‏

فأظهر الخبيث الغضب عليه فأرسل محمد إلى بهبود ومحمد بن يحيى الكرماني وكانا أقرب الناس إلى علي فضمن لهما مالًا إن أصلحا له عليًا وصاحبه ففعلا ذلك فأجابهما الخبيث إلى الرضى عن محمد على أن يخطب له على منابر بلاده وأعلما محمدًا ذلك فأجابهما إلى كل ما طلبا وجعل يراوغ في الدعاء له على المنابر‏.‏

ثم إن عليًا استعد لمتوث وسار إليها فلم يظفر بها فرجع وعمل السلاليم والآلات التي يصعد بها إلى السور واستعد لقصدها فعرف ذلك مسرور البلخي وهويومئذ بكور الأهواز فلما سار علي إليها سار إليه مسرور فوافاه قبل المغرب وهونازل عليها فلما عاين الزنج أوائل خيل مسرور انهزموا أقبح هزيمة وتركوا جميع ما كانوا أعدوه وقتل منهم خلق كثير وانصرف علي مهزوما فلم يلبث إلا يسيرًا حتى أتته الأخبار بإقبال الموفق ولم يكن لعلي بعد متوث وقعة حتى فتحت سوق الخميس وطهثا على الموفق فكتب إليه صاحبه يأمره بالعود


يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق