456
الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الرابع
ذكر أخبار الزنج
في هذه السنة كانت وقعة بين أحمد بن ليثويه وبين سليمان بن جامع والزنج بناحية جنبلاء.
وكان سببها أن سليمان كتب إلى الخبيث يخبره بحال نهر يسمى الزهري ويسأله أن يأذن في عمله فإنه متى أنفذه تهيأ له حمل ما في جنبلاء وسواد الكوفة فأنفذ إليه نكرويه لذلك وأمره بمساعدته والنفقة على عمل النهر فمضى سليمان فيمن معه وأقام بالشريطة نحوًا من شهر وشرعوا في عمل النهر.
وكان أصحاب سليمان في أثناء ذلك يتطرقون ما حولهم فواقعه أحمد ابن ليثويه وهوعامل الموفق بجنبلاء فقتل من الزنوج نيفًا وأربعين قائدا ومن عامتهم ما لا يحصى كثرة وأحرق سفنهم فمضى سليمان مهزومًا إلى طهثا.
وفيها سار جماعة من الزنوج في ثلاثين سميرية إلى جبل فأخذوا أربع سفن فيها طعام وانصرفوا.
وفيها دخل الزنج النعمانية فأحرقوها وسبوا وساروا إلى جرجرايا ودخل أهل السواد بغداد.
وفيها استعمل الموفق مسرورًا البلخي على كور الأهواز فولى مسرور ذلك تكين البخاري فسار إليها تكين وكان علي بن أبان والزنج قد احاطوا بتستر فخاف أهلها وعزموا على تسليمها إليهم فوافاهم في تلك الحال تكين البخاري فواقع علي بن أبان قبل أن ينزع ثيابه فانهزم علي والزنج وقتل منهم كثير وتفرقوا ونزل تيكن بتستر وهذه الوقعة تعرف بوقعة باب كورك وهي مشهورة.
ثم إن عليًا قدم عليه جماعة من قواد الزنج فأمرهم بالمقام بقنطرة فارس فهرب منهم غلام رومي إلى تكين وأخبره بمقامهم بالقنطرة وتشاغلهم بالنبيذ وتفرقهم في جمع الطعام فسار تكين إليهم ليلا فأوقع بهم وقتل من قوادهم جماعة فانهزم الباقون.
وسار تكين إلى علي بن أبان فلم يقف له علي وانهزم غلام له يعرف بجعفرويه ورجع علي إلى الأهواز ورجع تكين إلى تستر وكتب علي إلى تكين يسأله الكف عن قتل غلامه فحبسه ثم تراسل علي وتكين وتهاديا فبلغ الخبر مسرورًا بميل تكين إلى الزنج فسار حتى وافى تكين وقبض عليه وحبسه عند إبراهيم بن جعلان حتى مات وتفرق أصحاب تكين ففرقة سارت إلى الزنج وفرقة إلى محمد بن عبيد الله الكردي فبلغ ذلك مسرورا فأمنهم فجاءه منهم الباقون وكان بعض ما ذكرناه من أمر مسرور سنة خمس وستين وبعضه سنة ست وستين
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق