458
الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الرابع
ذكر موت يعقوب وولاية أخيه عمرو
وفيها مات يعقوب بن الليث الصفار تاسع شوال بجند يسابور من كور الأهواز وكانت علته القولنج فأمره الأطباء بالاحتقان بالدواء فلم يفعل واختار الموت.
وكان المعتمد قد أنفذ إليه رسولًا وكتابًا يستميله ويترضاه ويقلده أعمال فارس فوصل الرسول ويعقوب مريض فجلس له وجعل عنده سيفا ورغيفًا من الخبز الخشكار ومعه بصل وأحضر الرسول فأدى الرسالة فقال له: قل للخليفة إنني عليل فإن مت فقد استرحت منك واسترحت مني وإن عوفيت فليس بيني وبينك إلا هذا السيف حتى آخذ بثأري أوتكسرني وتعقرني وأعود إلى هذا الخبز والبصل وأعاد الرسول فلم يلبث يعقوب أن مات.
وكان الحسن بن زيد العلوي يسمى يعقوب بن الليث السندان لثباته وكان يعقوب قد افتتح الرخج وقتل ملكها وأسلم أهلها على يده وكانت مملكته واسعة الحدود وكان اسم ملكها كتير وكان يحمل على سرير من ذهب يحمله اثنا عشر رجلا وابتنى على جبل عال بيتا وسماه مكة وكان يدعي الإلهية فقتله يعقوب وافتتح الخلجية وزابل وغير ذلك ولم أعلم أي سنة كان ذلك حتى اذكره فيها.
وكان يعقوب عاقلا حازمًا: من عاشرته أربعين يومًا فلم تعرف أخلاقه فلا تعرفها في أربعين سنة وقد تقدم من سيرته ما يدل على عقله.
ولما مات قام بالأمر بعد أخوه عمروبن الليث وكتب إلى الخليفة بطاعته فولاه الموفق خراسان وفارس وأصبهان وسجستان والسند وكرمان والشرطة ببغداد وأشهد بذلك وسيره إليه
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق