إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 26 مايو 2016

468 الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الرابع ذكر استيلاء الموفق على طهثا


468

الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الرابع

ذكر استيلاء الموفق على طهثا

لما فرغ الموفق من الذي يحتاج إليه سار عن بردودا إلى كهثا لعشر بقين من ربيع الآخر سنة سبع وستين ومائتين وكان مسيره على الظهر في خيله وانحدرت السفن والآلات فنزل بقرية الجوزية وعقد جسرا ثم غدا فعبر خيله عليه ثم عبر بعد ذلك فسار حتى نزل معسكرًا على ميلين من طهثا فأقام هنالك يومين‏.‏

ومطرت السماء مطرًا شديدا فشغل عن القتال ثم ركب لينظر موضعًا للحرب فانتهى إلى قريب من سور مدينة سليمان بطهثا وهي التي سماها المنصورة فتلقاه خلق كثير وخرج عليهم كمناء من مواضع شتى واشتدت الحرب وترجل جماعة من الفرسان وقاتلوا حتى خرجوا عن المضيق الذي كانوا فيه واسروا من غلمان الموفق جماعة‏.‏

ورمي أبوالعباس بن الموفق أحمد بن هندي الحيامي بسهم خالط دماغه فسقط وحمل إلى العلوي صاحب الزنج فلم يلبث أن مات فحضره الخبيث وصلى عليه وعظمت لديه المصيبة بموته إذ كان أعظم أصحابه غناء عنه‏.‏وانصر ف الموفق إلى عسكره وقت المغرب وأمر أصحابه بالتحاس ليلتهم والتأهب للحرب فلما أصبحوا وذلك يوم السبت لثلاث بقين من ربيع الآخر عبأ الموفق أصحابه وجعلهم كتائب يتلوبعضهم بعضا فرسانًا ورجالة وأمر بالشذا والسميريات أن يسار بها إلى النهر الذي يشق مدينة سليمان وهوالنهر المعروف بنهر المنذر ورتب أصحابه في المواضع التي يخاف منها ثم نزل فصلى أربع ركعات وابتهل إلى الله تعالى في النصر ثم لبس سلاحه وأمر ابنه أب العباس أن يتقدم إلى السور فتقدم إليه فرأى خندقا فأحجم الناس عنه فحرضهم قوادهم وترجلوا معهم فاقتحموه وعبروه وانتهوا إلى الزنج وهم على سورهم‏.‏

فلما رأى الزنج تسرعهم إليه ولوا منهزمين واتبعهم أصحاب أبي العباس فدخلوا المدينة وكان الزنج قد حصنوها بخمسة خنادق وجعلوا أمام كل خندق سورا فجعلوا يقفون عند كل سور وخندق فكشفهم أصحاب أبي العباس ودخلت الشذا والسميريات المدينة من النهر فجعلت تغرق كل ما مرت له به من سميرية وشذاة وقتلوا من بجانبي النهر وأسروا حتى أجلوهم عن المدينة وعما اتصل بها وكان مقدار العمارة فيها فرسخًا‏.‏

وحوى الموفق ذلك كله وأفلت سليمان بن جامع ونفر من أصحابه وكثر القتل فيهم والأسر واستنقذ أبوأحمد من نساء أهل واسط والكوفة والقرى وغيرها وصبيانهم أكثر من عشرين ألفًا فأمر أبوأحمد بحملهم إلى واسط ودفعهم إلى أهليهم وأخذ ما كان فيها من الذخائر والأموال وأمر بصرفه إلى الأجناد وأسر من نساء سليمان وأولاده عدة وتخلص من كان أخذ من أصحاب الموفق ونجا جمع كثير إلى الآجام فأمر أصحابه برجل منهم جعلا فكان إذا أتي بالواحد منهم عفا عنه وضمه إلى قواده وغلمانه لما كان دبره من استمالتهم‏.‏

وأرسل في طلب سليمان بن جامع حتى بلغوا دجلة العوراء فلم يظفروا به وأمر زيرك بالمقام بطهثا ليتراجع إلى تلك الناحية أهلها ويأمنوا‏.‏


يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق