537
الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الرابع
ذكر خروج محمد بن عبادة على هارون وكلاهما خارجيان
في هذه السنة خرج محمد بن عبادة ويعرف بأبي جوزة وهومن بني زهير من أهل قبراثا من البقعاء على هارون وكلاهما من الخوارج وكان أول أمره فقيرا وكان هووابنان له يلتقطون الكمأة ويبيعونها إلى غير ذلك من الأعمال ثم إنه جمع جماعة وحكم فاجتمع إليه أهل تلك النواحي من الأعراب وقوي أمره وأخذ عشر الغلات وقبض الزكاة وسار إلى معلثايا فقاطعه أهلها على خمسمائة دينار وجبى تلك الأعمال وعاد وبنى عند سنجار حصنا وحمل إليه الأمتعة والميرة وجعل فيه ابنه أبا هلال ومعه مائة وخمسون رجلًا من وجوه بني زهير وغيرهم.
ووصل خبرهم إلى هارون الشاري فاجتمع رأيه ورأي وجوه أصحابه على قصد الحصن أولا فإذا فرغوا منه ساروا إلى محمد بن عباده فجمع أصحابه فبلغوا مائة راجل وألفًا ومائتي فارس وسار إليه مبادرا وأحدق به وحصره ومحمد بن عبادة في قيراثا لا يعلم بذلك.
وجد هارون في قتال الحصن وكان معه سلاليم قد أخذها وزحف إليه وكان أصحابه قد منعوا أحدًا يخرج رأسه من أعلى السور فلما رأى من معه من بني تغلب تغلبه على الحصن أعطوا من فيه من بني زهير الأمان بغير أمر هارون فشق عليه ولم يقدر على تغيير ذلك إلا أنه قتل أبا هلال بن محمد بن عبادة ونفرًا معه قبل الأمان وفتحوا الحصن وملكوا ما فيه.
وساروا إلى محمد وهوبقبراثأن فلقوه وهوفي أربعة آلاف رجل فاقتتلوأن فانهزم هارون ومن معه فوقف بعض أصحابه ونادى رجالًا بأسمائهم فاجتمعوا نحوأربعين رجلأن وحملوا على ميمنة محمد بن عبادة فانهزمت الميمنة وعادت الحرب فانهزم محمد ومن معه ووضعوا السيف فيهم فقتلوا منهم ألفًا وأربع مائة رجل وحجز بينهم الليل وجمع هارون مالهم فقسمه بين أصحابه وانهزم محمد إلى آمد فأخذه صاحبها أحمد ابن عيسى بن الشيخ بعد حرب فظفر به فأخذه أسيرأن وسيره إلى المعتضد فسلخ جلده كما يسلخ الشاة.
لما افتتح محمد بن أبي الساج مراغة بعد حرب شديدة وحصار عظيم أخذ عبد الله الحسين بعد أن أمنه وأصحابه وقيده وحبسه وقرره بجميع أمواله ثم قتله.
وفيها مات أحمد بن ثور عمان وبعث برؤوس جماعة من أهلها.
وفيها توفي جعفر بن المعتمد في ربيع الآخر وكان ينادم المعتضد.
وفيها دخل عمروبن الليث نيسابور في جمادى الأولى.
وفيها وجه محمد بن أبي الساج ثلاثين نفسًا من الخوارج من طريق الموصل فضربت أعناق أكثرهم وحبس الباقون.
وفيها دخل أحمد بن أبا طرسوس للغزاة من قبل خمارويه بن أحمد ابن طولون ودخل بعده بدر الحمامي فغزوا جميعًا مع العجيفي أمير طرسوس حتى بلغوا البلقسون.
وفيها غزا إسماعيل بن أحمد الساماني بلاد الترك وافتتح مدينة ملكهم وأسر أباه وامرأته خاتون ونحوًا من عشرة آلاف وقتل منهم خلقًا كثيرا وغمن من الدواب ما لا يعلم عددا وأصاب الفارس من الغنيمة ألف درهم.
وفيها توفي راشد مولى الموفق بالدينور وحمل إلى بغداد في رمضان.
وفي شوال مات مسرور والبلخي.وفي شوال انكسف القمر وأصبح أهل دبيل والدنيا مظلمة ودامت الظلمة عليهم فلما كان عند العصر هبت ريح سوداء فدامت إلى ثلث الليل فلما كان ثلث الليل زلزلوا فخربت المدينة ولم يبق من منازلهم إلا قدر مائة دار وزلزلوا بعد ذلك مس مرار وكان جملة من أخرج من تحت الردم مائة ألف وخمسون ألفًا كلهم موتى.
وحج بالناس هذه السنة أبوبكر محمد بن هارون بن إسحاق المعروف بابن ترنجة.
وفيها توفي محمد بن إسماعيل بن يوسف أبوإسماعيل الترمذي في رمضان وله تصنيف حسنة واحمد بن سيار بن أيوب الفقيه المروزي وكان زاهدًا عالمًا وأبوجعفر أحمد بن أبي عمران الفقيه الحنفي بمصر.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق