إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 26 مايو 2016

467 الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الرابع ذكر وصول الموفق إلى قتال الزنج وفتح المنيعة


467

الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الرابع

ذكر وصول الموفق إلى قتال الزنج وفتح المنيعة

وفيها في صفر سار الموفق عن بغداد إلى واسط لحرب الزنج وكان سبب تأخره عن ابنه أبي العباس هذه المدة انه يجمع ويحشد الفرسان والرجالة ويستكثر من العدة التي يقوى بها على حرب الزنج ويسد الجهات التي يخاف فيها لئلا يبقى له ما يشغل قلبه‏.‏

إلا أن الخبيث رئيس الزنج قد أرسل إلى علي بن أبان المهلبي يأمره بالاجتماع مع سليمان بن جامع على حرب أبي العباس فخاف وهنًا يتطرق إلى ابنه أبي العباس فسار عن بغداد في صفر فوصل إلى واسط في ربيع الأول فلقيه ابنه واخبره بحال جنده وقواده فخلع عليه وعليهم ورجع أبوالعباس إلى معسكره بالعمر ثم نزل الموفق على نهر شداد بإزاء قرية عبد الله

وأمر ابنه أن يسير لما معه من آلات الحرب إلى فوهة نهر مساور فرحل في نخبة أصحابه ورحل الموفق بعده فنزل فوهة نهر مساور فأقام يومين‏.‏

ثم رحل إلى المدينة التي سماها صاحب الزنج المنيعة من سوق الخميس يوم الثلاثاء لثمان خلون من ربيع الآخر من هذه السنة وسلك بالسفن في نهر مساور وسارت الخيل بإزائه شرقي نهر مساور حتى جاوزوا براطق الذي يوصل إلى المنيعة وأمر بتعبير الخيل وتصييرها من الجانبين وأمر ابنه العباس بالتقدم بالشذا بعامة الجيش ففعل فلقيه الزنج فحاربوه حربًا شديدة ووافاهم أبوأحمد الموفق والخيل من جانبي النهر فلما رأوا ذلك انهزموا وتفرقوا وعلا أصحاب أبي العباس السور ووضعوا السيوف فيمن لقيهم ودخلوا المدينة فقتلوا فيها خلقًا كثيرأن وأسروا عالمًا عظيمأن وغمنوا ما كان فيهأن وهرب الشعراني ومن معه وتبعه أصحاب الموفق إلى البطائح فغرق منهم خلق كثير ولجأ الباقون إلى الآجام‏.‏

ورجع أبوأحمد إلى معسكره من يومه وقد استنقذ من المسلمات زهاء خمسة آلاف امرأة سوى من ظفر به من الزنجيات وأمر أبوأحمد بحفظ النساء وحملهم إلى واسط ليدفعن إلى أهلهن ثم بكر إلى المدينة فأمر الناس بأخذ ما فيهأن فأخذ جميعه وأمر بهدم سورهأن وطم خندقهأن وإحراق ما بقي بها من السفن وأخذوا من الطعام والشعير والأرز وغير ذلك ما لأحد

ولما انهزم سليمان ولحق بالمزار وكتب إلى الخائن صاحب الزنج بذلك فورد الكتاب عليه وهويتحدث فانحل بطنه فقام إلى الخلاء دفعات وكتب إلى سليمان بن جامع يحذره مثل الذي نزل بالشعراني ويأمره بالتيقظ‏.‏

وأقام الموفق بنهر مساور يومين يتعرف أخبار الشعراني وسليمان ابن جامع فأتاه من أخبره أن سليمان بن جامع بالحوانيت فسار حتى وافى الصينينة وأمر ابنه العباس بالتقدم بالشذا والسميريات إلى الجوانيت مختفيا فسار أبوالعباس إليها فلم ير سليمان بها ورأى هناك جميعًا من الزنج مع قائدين لهم خلفهم سليمان بن جامع هناك لحفظ غلات كثيرة لهم فيها فحاربهم أبوالعباس ودامت الحرب إلى أن حجز بينهم الليل واستأمن إلى أبي العباس رجل فسأله عن سليمان بن جامع وأخبره أنه مقيم بطهثا بمدينته التي سماها المنصورة فعاد أبوالعباس إلى أبيه بالخبر فأمره بالمسير إليه فسار حتى نزل بردودا فأقام بها لإصلاح ما يحتاج إليه واستكثر من الآلات اليت يسد بها الأنهار ويصلح بها الطرق لخيل وخلف ببردودا بفراج التركي‏.‏



يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق