إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 26 مايو 2016

469 الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الرابع ذكر مسير الموفق إلى الأهواز وإجلاء الزنج عنها


469

الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الرابع

ذكر مسير الموفق إلى الأهواز وإجلاء الزنج عنها

فلما فرغ أبوأحمد الموفق من المنصورة رحل نحوالأهواز لإصلاحها وإجلاء الزنج عنها فأمر ابنه العباس أن يتقدمه فأمر بإصلاح الطريق للجيوش واستخلف على من ترك من عسكره بواسطة ابنه هارون ولحقه زيرك فأخبره بعود أهل طهثا إليها وأمن الناس فأمره الموفق بالانحدار في الشذا والسميريات مع نصير وتتبع المنهزمين والإيقاع بهم وبمن ظفروا به من الزنج حتى ينتهي إلى مدينة الخبيث بنهر أبي الخصيب وسار‏.‏

وارتحل الموفق مستهل جمادى الآخرة من واسط حتى أتى السوس وأمر مسرورًا بالقدوم عليه وهوعامله هناك فأتاه‏.‏

وكان الخبيث لما بلغه ما عمل الموفق بسليمان بن جامع والزنج خاف أن يأتيه وهوعلى حال تفرق أصحابه عنه وكتب إلى علي بن أبان بالقدوم إليه وكان بالأهواز في ثلاثين ألفا فترك جميع ما كان عنده من طعام ودواب وأغنام وغير ذلك واستخلف عليه محمد بن يحيى

وكتب صابح الزنج أيضًا إلى بهبود بن عبد الوهاب وهوبالفيدم والباسيان وما اتصل بهما يأمره بالقدوم عليه فترك ما كان عنده من الذخائر وسار نحوه فحوى ذلك جميعه الموفق وقوي به على حرب الخبيث‏.‏

ولما سار علي بن أبان عن الأهواز تخلف بها جمع من أصحابه زهاء ألف رجل فأرسلوا إلى الموفق يطلبون الأمان فأمنهم فقدموا عليه فأجرى عليهم الأرزاق ثم رحل عن السوس إلى جند يسابور وتستر وجبى الأموال ووجه إلى محمد بن عبيد الله الكردي وكان خائفًا منه فأمنه وعفا عنه فطلب منه الأموال والعساكر فحضر عنده فأحسن إليه‏.‏

ثم رحل إلى عسكر مكرم ووافى الأهواز ثم رحل عنها إلى نهر المبارك من فرات البصرة وكتب إلى ابنه هارون ليوافيه بجميع الجيش إلى نهر المبارك فلقيه الجيش بالمبارك منتصف رجب‏.‏

وكان زيرك ونصيرًا لما خلفهما الموفق ليتتبعا الزنج انحدرا حتى وافيا الأبلة فاستأمن إليهما رجل أخبرهما أن الخبيث قد أنفذ إليهما عددًا كثيرًا في الشذا والسميريات إلى دجلة ليمنع عنها من يريدها فإنهم يريدون عسكر نصير وكان عسكره بنهر المرأة فرجع نصير إلى عسكره من الأبلة لما بلغه ذك وسار زيرك من طريق آخر لأنه قدر أن الزنج يأتون عسكر نصير من ذلك الوجه فكان ذلك فلقيهم في طريقهم فظفر بهم وانهزموا منه وكانوا قد جعلوا كمينا فدل زيرك عليه فتوغل حتى أتاه فقتل من الكمناء جماعة واسر جماعة‏.‏

وكان ممن ظفر به مقدم الزنج وهوأبوعيسى محمد بن إبراهيم البصري وهومن أكابر قوادهم وأخذ منهم ما يزيد على ثلاثين سميرية فجزع لذلك جميع الزنج فاستأمن إلى نصير منهم زهاء ألفي رجل فكتب بذلك إلى الموفق فأمره بقبولهم والإقبال إليه بالنهر المبارك فوافاه هناك‏.‏

وأمر الموفق ابنه أبا العباس بالمسير إلى محاربة العلوي بنهر أبي الخصيب فسار إليه فحاربه من بكرة إلى الظهر فاستأمن إليه قائد من قواد العلوي ومعه جماعة فكسر ذلك الخبيث وعاد أبوالعباس بالظفر وكتب الموفق إلى العلوي كتابًا يدعوه إلى التوبة والإنابة إلى الله تعالى مما ركب من سفك الدماء وانتهاك المحارم وإخراب البلدان واستحلال الفروج والأموال وادعاء النبوة والرسالة ويبذل له الأمان فوصل الكتاب إليه فقرأه ولم يكتب جوابه‏.‏


يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق