479
الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الرابع
ذكر إحراق قنطرة العلوي صاحب الزنج
ولما اشتغل الموفق بعلته أعاد الخبيث القنطرة التي غرق عندها نصير وزاد فيها واحكمها ونصب دونها أدقال ساج وألبسها الحديد وسكر أمام ذلك سكرًا من حجارة ليضيق المدخل على الشذا وتحتد جربة الماء في النهر فندب الموفق أصحابه وسير طائفة في شرقي نهر أبي
الخصيب وطائفة غربيه وأرسل معهما النجارين والفعلة لقطع القنطرة وما جعل أمامها وأمر بسفن مملوءة من القصب أن يصب عليها النفط وتدخل النهر ويلقى فيها النار ليحترق الجسر وفرق جنده على الخبثاء ليمنعوهم عن معاونة من عند القنطرة.
فسار الناس إلى ما أمرهم به عاشر شوال وتقدمت الطائفتان إلى الجسر فلقيهما انكلاي ابن الخبيث وعلي بن أبان وسليمان بن جامع واشتبكت الحرب ودامت وحامى أولئك عن القنطرة لعلمهم بما عليهم في قطعها من المضرة وأن الوصول إلى الجسرين العظيمين اللذين يأتي ذكرهما بسهل.
ودامت الحرب على القنطرة إلى العصر ثم إن غلمان الموفق أزالوا الخبثاء عنها وقطعها النجارون ونقضوها وما كان عمل من الأدقال الساج وكان قطعها قد تعذر عليهم فادخلوا تلك السفن التي فيها القصب والنفط وأضرموها نارا فوافت القنطرة فاحرقوها فوصل النجارون بذلك إلى ما أرادوا وأمكن أصحاب الشذا دخول النهر فدخلوا وقتلوا الزنج حتى أجلوهم عن مواقفهم إلى الجسر الأول الذي يتلوهذه القنطرة وقتل من الزنج خلق كثير واستأمن بشر كثير ووصل أصحاب الموفق إلى الجسر المغرب فكره أن يدركهم الليل فأمرهم بالرجوع فرجعوا وكتب إلى البلدان أن يقرأ على المنابر أن يؤتى المحسن على قدر إحسانه ليزدادوا جدًا في حرب عدوه وأخرب من الغد برجين من حجارة كانوا عملوهما ليمنعوا الشذا من الخروج منه إذا دخلته فلما أخربهما سهل له ما أراد من دخول النهر والخروج منه.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق