إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 26 مايو 2016

453 الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الرابع ذكر وفاة أماجور وملك ابن طولون الشام وطرسوس وقتل سيما الطويل


453

الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الرابع

ذكر وفاة أماجور وملك ابن طولون الشام وطرسوس وقتل سيما الطويل

وفي هذه السنة توفي أماجور مقطع دمشق وولي ابنه مكانه فتجهز ابن طولون ليسير إلى الشام فيملكه فكتب إلى ابن أماجور له أن الخليفة قد أقطعه الشام والثغور فأجابه بالسمع والطاعة وسار أحمد واستخلف بمصر ابنه العباس فلقيه ابن أماجور بالرملة فأقره عليها وسار إلى دمشق فملكها وأقر أماجور على أقطاعهم وسار إلى حمص فملكها وكذلك حماة وحلب‏.‏

وراسل سيما الطويل بأنطاكية يدعوه إلى طاعته ليقره على ولايته فامتنع فعاوده فلم يطعه فسار إليه أحمد بن طولون فحصره بأنطاكية وكان سيء السيرة مع أهل البلد فكاتبوا أحمد بن طولون ودلوه على عورة البلد فنصب عليه المجانيق وقاتله فملك البلد عنوة والحصن الذي له وركب سيما وقاتل قتالًا شديدًا حتى قتل ولم يعلم به أحد فاجتاز به بعض قواده فرآه قتيلا فحمل رأسه إلى أحمد فساءه قتله‏.‏

ورحل عن أنطاكية إلى طرسوس فدخلها وعزم على المقام بها وملازمة الغزاة فعلا السعر بها وضاقت عنه وعن عساكره فركب أهلها إليه بالمخيم وقالوا له‏:‏ قد ضيقت بلدنا وأغليت أسعارنا فإما أقمت في عدد يسير وإما ارتحلت عنا وأغلظوا له القول وشغبوا عليه فقال أحمد لأصحابه‏:‏ لتنهزموا من الطرسوسيين وترحلوا عنت البلد ليظهر للناس وخاصة العدوا ابن طولون على بعد صيته وكثرة عساكره لم يقدر على أهل طرسوس وانهزم عنهم ليكون أهيب هم في قلب العدووعاد إلى الشام‏.‏

فأتاه خبر ولده العباس وهوالذي استخلفه بمصر أنه قد عصى عليه وأخذ الأموال وسار إلى برقة مشاقًا لأبيه فلم يكترث لذلك ولم ينزعج له وثبت وقضى أشغاله وحفظ أطراف بلاده وترك بحران عسكرا وبالرقة عسكرًا مع غلامه لؤلؤ وكان حران لمحمد بن أتامش وكان

واتصل خبره بأخيه موسى بن أتامش وكان شجاعًا بطلأن فجمع عسكرًا كثيرًا وسار نحوحران وبها عسكر ابن طولون ومقدمهم أحمد ابن جيعويه فلما اتصل به خبر مسير موسى أقلقه ذلك وأزعجه ففطن له رجل من الأعراب يقال له أبوالأغر فقال له‏:‏ أيها الأمير أراك مفكرًا منذ أتاك خبر ابن أتامش وما هذا محله فإنه طياش قلق ولوشاء الأمير أن آتيه به أسيرًا لفعلت‏.‏

فغاظه قوله وقال‏:‏ قد شئت أن تأتي به أسيرًا قال‏:‏ فاضمم إلي عشرين رجلًا أختارهم قال‏:‏ افعل فاختار عشرين رجلًا وسار بهم إلى عسكر موسى فلما قاربهم كمن بعضهم وجعل بينه وبينهم علامة إذا سمعوها ظهروا‏.‏

ثم دخل العسكر في الباقين في زي الأعراب وقارب مضارب موسى وقصد خيلًا مربوطة فأطلقها وصاح هووأصحابه فيها فنفرت وصاح هوومن معه من الأعراب وأصحاب موسى غارون وقد تفرق بعضهم في حوائجهم وانزعج العسكر وركبوا وركب موسى فانهزم أبوالأغر من بين يديه فتبعه حتى أخرجه من العسكر وجاز به الكمين فنادى أبوالأغر بالعلامة التي بينهم فثاروا من النواحي وعطف أبوالأغر على موسى فأسروه فأخذوه وساروا حتى وصلوا إلى ابن جيعويه فعجب الناس من ذلك وحاروا فسيره ابن جيعويه إلى ابن طولون فاعتقله وعاد إلى مصر وكان ذلك في سنة خمسين وستين ومائتين‏.‏

وفي هذه السنة ظهر ببلاد الصين إنسان لا يعرف فجمع جمعًا كثرًا من أهل الفساد والعامة فأهمل الملك أمره استصغارًا لشأنه فقوي وظهر حاله وكثف جمعه وقصده أهل الشر من كل ناحية فأغار على البلاد وأخربهأن ونزل على مدينة خانقوا وحصرهأن وهي حصينة ولها نهر عظيم وبها عالم كثير من المسلمين والنصارى واليهود والمجوس وغيرهم من أهل الصين فلما حصر البلد اجتمعت عساكر الملك وقصدته فهزمهأن وافتتح المدينة عنوة وبذل السيف فقتل منهم ما لا يحصى كثرة‏.‏

ثم سار إلى المدينة التي فيها الملك وأراد حصرهأن فالتقاه ملك الصين ودامت الحرب بينهم نحوسنة ثم انهزم الملك وتبعه الخارجي إلى أن تحصن منه في مدينة من أطراف بلاده واستولى الخارجي على أكثر البلاد والخزائن وعلم أنه لا بقاء له في الملك إذ ليس هومن أهله فأخرب البلاد ونهب الأموال وسفك الدماء‏.‏

فكاتب ملك الصين ملوك الهند يستمدهم فأمدوه بالعساكر فسار إلى الخارجي فالتقوا واقتتلوا نحوسنة أيضا وصبر الفريقان ثم إن الخارجي عدم فقيل إنه قتل ون قيل بل غرق وظفر الملك بأصحابه وعاد إلى مملكته ولقب ملوك الصين يعفور ومعناه ابن السماء تعظيمًا لشأنه وتفرق الملك عليه وتغلبت كل طائفة على طرف من البلاد وصار الصين على ما كن



يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق