157
الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الثالث
ذكر مقتل عبد العزيز بن موسى بن نصير
وكان سبب قتله أن أباه استعمله على الأندلس كما ذكرنا عند عوده إلى الشام فضبطها وسدد أمورها وحمى ثغورها وافتتح في إمارته مدائن بقت بعد أبيه وكان خيرًا فاضلًا وتزوج امرأة رذريق فحظيت عنده وغلبت عليه فحملته على أن يأخذ أصحابه ورعيته بالسجود له إذا دخلوا عليه كما كان يفعل لزوجها رذريق.
فقال لها: إن ذلك ليس في ديننا.
فلم تزل به حتى أمر ففتح باب قصير لمجلسه الذي كان يجلس فيه فكان أحدهم إذا دخل منه طأطأ رأسه فيصبر كالراكع فرضيت به فصار كالسجود عندها فقالت له: الآن لحقت بالملوك وبقي أن أعمل لك تاجًا مما عندي من الذهب واللؤلؤ فأبى فلم تزل به حتى فعل.
فانكسف ذلك للمسلمين فقيل تنصر وفطنوا للباب فثاروا عليه فتقلوه في آخر سنة سبع وتسعين.
وقيل: إن سليمان ابن عبد الملك بعث إلى الجند في قتله عند سخطه على والده موسى بن نصير فدخلوا عليه وهو في المحراب فصلى الصبح وقد قرأ الفاتحة وسورة الواقعة فضربوه بالسيوف ضربة واحدة وأخذوا رأسه فسيروه إلى سليمان فعرضه سليمان على أبيه فتجلد للمصيبة وقال: هنيئًا له بالشهادة فقد قتلتموه والله صوامًا قوامًا.
وكانوا يعدونها من زلات سليمان.
وكان قتله على هذه الرواية سنة ثمان وتسعين في آخرها.
ثم إن سليمان ولى الأندلس الحر بن عبد الرحمن الثقفي فأقام واليًا عليها إلى أن استخلف عمر بن عبد العزيز فعزله هذا آخر ما أردنا ذكره من قتل عبد العزيز على سبيل الأختصار.
وفيها عزل سليمان بن عبد الملك عبد الله بن موسى بن نصير عن إفريقية واستعمل عليها محمد بن يزيد القرشي فلم يزل عليها حتى مات سليمان فعزل فاستعمل عمر بن عبد العزيز مكانه
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق