إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 27 يوليو 2016

294 الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السابع والاخير ذكر انهزام صلاح الدين بالرملة



294


الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السابع والاخير

ذكر انهزام صلاح الدين بالرملة

في هذه السنة أواخر جمادى الأولى سار صلاح الدين يوسف بن أيوب من مصر إلى ساحل الشام لقصد بلاد الفرنج وجمع معه عساكر كثيرة وجنودًا غزيرة فلم يزالوا يجدون السير حتى

وصلوا عسقلان في الرابع والعشرين منه فنهبوا واسروا وقتلوا واحرقوا وتفرقوا في تلك الأعمال مغيرين‏.‏

فلما رأوا أن الفرنج لم يظهر لهم عسكر ولا اجتمع لهم من يحمي البلاد من المسلمين طمعوا وانبسطوا وساروا في الأرض آمنين مطمئنين ووصل صلاح الدين إلى الرملة عازمًا على أن يقصد بعض حصونهم ليحصره فوصل إلى نهر فازدحم الناس للعبور فلم يرعهم إلا والفرنج أشرفت عليهم بأبطالها وطلابها وكان مع صلاح الدين بعض العسكر لأن أكثرهم تفرقوا في طلب الغنيمة فلما رآهم وقف لهم فيمن معه وتقدم بين يديه تقي الدين عمر بن محمد ابن أخي صلاح الدين فباشر القتال بنفسه بين يدي عمه فقتل من أصحابه جماعة وكذلك الفرنج وكان لتقي الدين ولد اسمه أحمد وهو من احسن الشباب أول ما تكاملت لحيته فأمره أبوه بالحملة عليهم فحمل عليهم وقاتلهم وعاد سالمًا قد أثر فيهم أثرًا كثيرًا فأمره بالعودة إليهم ثانية فحمل عليهم فقتل شهيدًا ومضى حميدًا رحمه الله ورضي عنه‏.‏

وكان اشد الناس قتالًا ذلك اليوم الفقيه عيسى رحمه الله وتمت الهزيمة على المسلمين وحمل بعض الفرنج على صلاح الدين فقاربه حتى كاد ان يصل إليهن فقتل الفرنجي بين يديه وتكاثر الفرنج عليه ن فمضى منهزمًا يسير قليلًا ويقف ليلحقه العسكر إلى ان دخل الليل فسلك البرية إلى ان مضى في نفر يسير إلى مصر ولقوا في طريقهم مشقة شديدة وقل عيهم القوت والماء

وأما العسكر الذين كانوا دخلوا بلاد الفرنج في الغارة فإن أكثرهم ذهب ما بين قتيل وأسير‏.‏

وكان من جملة من اسر الفقيه عيسى الهكاري وهو من أعيان الأسدية وكان جمع العلم والدين والشجاعة واسر أيضًا أخوه الظهير وكانا قد سارا منهزمين فضلا الطريق فأخذا ومعهما جماعة من أصحابهما وبقوا في الأسر سنين فافتدى صلاح الدين الفقيه عيسى بستين ألف دينار جماعة كثيرة من الأسرى‏.‏

ووصل صلاح الدين إلى القاهرة نصف جمادى الآخرة ورأيت كتابًا كتبه صلاح الدين بخط يده إلى أخيه شمس الدولة تورانشاه وهو بدمشق يذكر الوقعة وفي أوله‏:‏ ذكرتك والخط يخطر بيننا وقد نهلت منا المثقفة السمر ويقول فيه‏:‏ لقد أشرفنا على الهلاك غير مرة وما أنجانا الله سبحانه منه إلا لمر يريده سبحانه‏:‏ وما ثبتت إلا وفي نفسها أمر‏.‏



 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق