254
الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء السادس
ذكر قصد السلطان ديار بكر وما فعله بسنجار
لما فرغ طغرلبك من العرب سار إلى ديار بكر التي هي لابن مروان وكان ابن مروان يرسل إليه كل يوم الهدايا والثلج فسار السلطان إلى جزيرة ابن عمر فحصرها وهي لابن مروان فأرسل إليه ابن مروان يبذل له مالًا يصلح حاله به ويذكر له ما هو بصدده من حفظ ثغور المسلمين وما يعانيه من جهاد الكفار ولما كان السلطان يحاصر الجزيرة سار جماعة من الجيش إلى عمر أكمن وفيه أربعمائة راهب فذبحوا منهم مائة وعشرين راهبًا وافتدى الباقون أنفسهم بستة مكاكيك ذهبًا وفضة.
ووصل إبراهيم ينال أخو السلطان إليه فلقيه الأمراء والناس كلهم وحملوا إليه الهدايا وقال لعميد الملك الوزير: من هؤلاء العرب حتى تجعلهم نظراء السلطان وتصلح بينهم فقال: مع حضورك يكون ما تريد فأنت نائب السلطان.
ولما وصل إبراهيم ينال أرسل هزارسب إلى نور الدولة بن مزيد وقريش يعرفهما وصوله ويحذرهما منه فسارا من جبل سنجار إلى الرحبة فلم يلتفت البساسيري إليهما فانحدر نور الدولة إلى بلدة بالعراق وأقام قريش عند البساسيري بالرحبة ومعه ابنه مسلم بن قريش.
وشكا قتلمش ابن عم السلطان إليه ما لقي من أهل سنجار في العام الماضي لما انهزم وأنهم قتلوا رجالًا فسير العساكر إليهم فأحاطت بهم وصعد أهلها على السور وسبوا وأخرجوا جماجم من كانوا قتلوا وقلانسهم وتركوها على رؤوس القصب ففتحها السلطان عنوة وقتل أميرها مجلى بن مرجا وخلقًا كثيرًا من رجالها وسبى نساءهم وخربت وسأل إبراهيم ينال في الباقين فتركهم فسلمها هي والموصل والبلاد إلى إبراهيم ينال ونادى في عسكره: من تعرض وعاد السلطان إلى بغداد على ما نذكره كان ينبغي أن نذكر هذه الحادثة سنة تسع وأربعين وإنما ذكرناها هذه السنة لأن الابتداء بها كان فيها فأتبعنا بعضها بعضًا وذكرنا أنها كانت سنة تسع وأربعين.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق