450
الكامل في التاريخ ( ابن الاثير ) الجزء الرابع
ذكر ملك الروم لؤلؤة
وفيها سلمت الصقالبة لؤلؤة إلى الروم وكان سبب ذلك أن أحمد بن طولون قد أدمن الغزوبطرسوس قبل أن يلي مصر فلما ولي مصر كان يؤثر أن يلي طرسوس ليغزومنها أميرا فكتب إلى أبي أحمد الموفق يطلب ولايتها فلم يجبه إلى ذلك واستعمل عليها محمد بن هارون التغلبي فركب في سفينة في دجلة فألقتها الريح إلى الشاطئ فأخذه أصحاب مساور الشاري فقتلوه واستعمل عوضه محمد بن علي الأرمني وأضيف إليه أنطاكية فوثب به أهل طرسوس فقتلوه فاستعمل عليها أرخوز بن يولغ بن طرخان التركي فسار إليها وكان غرًا جاهلا فأساء السيرة وأخر عن أهل لؤلؤة أرزاقهم وميرتهم فضجوا من ذلك وكتبوا إلى أهل طرسوس يشكون منه ويقولون: إن لم ترسلوا إلينا أرزاقنا وميرتنا وإلا سلمنا القلعة إلى الروم.
فأعظم ذلك أهل طرسوس وجمعوا من بينهم خمسة عشر ألف دينار ليحملوها إليهم فأخذها أرخوز ليحملها إلى أهل لؤلؤة فأخذها لنفسه.
فلما أبطأ عليهم المال سلموا القلعة إلى الروم فقامت على أهل طرسوس القيامة لأنها كانت شبحًا في حلق العدو ولم يكن يخرج للروم في بر أوبحر إلا رأوه وأنذروا به واتصل الخبر بالمعتمد فقلدها أحمد بن طولون واستعمل عليها من يقوم بغزوالروم ويحفظ ذلك الثغر.وفي هذه السنة مات مساور الشاري وكان قد رحل من البوازيج يريد لقاء عسكر قد سار إليه من عند الخليفة فكتب أصحابه إلى محمد بن خرزاد وهوبشهرزور ليولوه أمرهم فامتنع وكان كثير العبادة فبايعوا أيوب ابن حيان الوارقي البجلي فأرسل إليهم محمد بن خرزاد لي
ذكر لهم أنه نظر في أمره فلم يسعه إهمال الأمر لأن مساورًا عهد إليه فقالوا له: قد بايعنا هذا الرجل ولا نغدر به فسار إليهم فيمن بايعه فقاتلهم فقتل أيوب بن حيان فبايعوا بعده محمد بن عبد اله بن يحيى الوارقي المعروف بالغلام فقتل أيضا فبايع أصحابه هارون بن عبد الله البجلي فكثر أتباعه وعاد عنه ابن خرزاد واستولى هارون على أعمال الموصل وجبى خراجه.
وفيها كانت وقعة بين موسى والأعراب فوجه الموفق ابنه أبا العباس المعتضد في جماعة من قواده في طلب الأعراب.
وفيها وثب الديراني ابن أوس فكبسه ليلا فتفرق عسكره ونهبه ومضى ابن أوس إلى واسط.
وفيها ظفر أصحاب يعقوب بن الليث بمحمد بن واصل فأسروه.وفيها مات عبيد الله بن يحيى بن خاقان وزير المعتمد سقط بالميدان من صدمة خادم له فسال دماغه من منخريه وأذنه فمات لوقته وصلى عليه الموفق ومشى في جنازته واستوزر من الغد الحسن بن مخلد فقدم موسى بن بغا سامرا فاختفى الحسن واستوزر مكانه سليمان بن وهب ودفعت دار عبيد الله إلى كيغلغ.
وفيها أخرج أخوشركب الحسين بن طاهر عن نيسابور وغلب عليها وأخذ أهله بإعطائه ثلث أموالهم وسار الحسين إلى مرووبها ابن خوارزم شاه يدعولمحمد بن طاهر.
وفيها سير محمد صاحب الأندلس ابنه المنذر في جيش كثير وجعل طريقه على ماردة فلما جاز ماردة إلى أرض العدوتبعه تسع مائة فارس من العسكر فخرج عليهم جمع كثر من المشركين قد استظهر فاقتتلوا قتالًا كثيرًا صبروا فيه وقتل من المشركين عدد كثير ثم استظهر ابن الجليقي ومن معه من المشركين على التسعمئة فوضعوا السيف فيهم فقتلوهم عن آخرهم وأكرمهم الله بالشهادة.
وفيها ابتدأ إبراهيم أمير إفريقية ببناء مدينة رقادة.
وفيها توفي أحمد بن حرب الطائي الموصلي أخوعلي بن حرب توفي بآذنة من بلد الثغر.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق