إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 13 يوليو 2014

357 فتوح الشام ( للواقدي )


357

فتوح الشام ( للواقدي )

قال فتابوا بأجمعهم فلما جن الليل اجتمع يوقنا بعياض وحدثه بأمر طاريون وما وافقته عليه وأنها قد وهبت نفسها لله تعالى ومضت تدبر كيف تعمل في تسليم البلد للمسلمين وإني وعدتها أن أسير إليها وأعينها على ذلك‏.‏

فقال عياض‏:‏ إذا كان الأمر كذلك فيجب علينا أن نطلع عليه خالدًا وأصحابه‏.‏

فقال يوقنا‏:‏ افعل ما فيه الصواب فأرسل إلى خالد ومعاذ وقيس والمسيب بن نجيبة وعمرو بن معد يكرب وعبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهم وحدثهم بالحديث وقال لهم‏:‏ ما ترون من الرأي فتح أرمينية وأخلاط وقف وأنظر قال خالد‏:‏ أصلح الله الأمير‏.‏

إذا كان الأمر كذلك فابعث يوقنا رسولًا ونحن معه فإذا حصلنا هناك يفعل الله ما يريد والحاضر يرى ما لا يراه الغائب‏.‏

قال‏:‏ فسيروا على بركة الله تعالى فتأهبوا وساروا وسار مع يوقنا خمسة وثلاثون من الصحابة وعشرون من أصحاب يوقنا فلما وصلوا أخلاط ونظرت إليهم الروم والأرمن علموا أنهم رسل فأعلموا بذلك الملك وأنهم رسل من العرب فأمر بإحضارهم فأتتهم الحجاب إلى باب رومية وهو باب بدليس فرأوهم على خيولهم‏.‏

فقالوا لهم‏:‏ ادخلوا فأخذوهم إلى دار الإمارة وأعلموا الملك بوسطيوس بذلك فأمر بإحضارهم فلما توسطوا الدهليز أراد الغلمان أن يأخذوا أسلحتهم‏.‏

فقال خالد‏:‏ إنا قوم لا نسلم سيوفنا لغيرنا وإن الله بعث نبينا بالسيف وقد قلدنا إياه ولسنا نزيل ما خلصنا الله ورسوله به فدخل الحجاب وأعلموا الملك بما قال خالد‏.‏

فقال الملك‏:‏ دعوهم يدخلوا كيف شاؤوا لئلا يظنوا أنا نخافهم وإنما ذاك ناموس الملك فدخلوا بهم فلما رآهم وسلموا عليه جلسوا على الأرض كأنهم السباع وكل منهم قد جعل يده على مقبض سيفه وقد بلغ الملك ما هم عليه من الدين والزهد في الدنيا فأوصى أصحابه أن لا يأمروهم بأن يصقعوا له فإنهم لا يجيبونهم لذلك‏.‏

قال فلما استقر بهم الجلوس قال لهم ترجمانه‏:‏ يا هؤلاء بما أتيتم إلينا‏.‏

فقال يوقنا‏:‏ إن أمير جيوش المسلمين بأرض بدليس قد بعثنا إليكم رسلًا ندعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله أو تدخلوا فيما دخل فيه الناس وتؤذوا الجزية عن يد وأنتم صاغرون فأعلم الترجمان الملك بما قاله يوقنا‏.‏

حدثنا قدامة أنه لم يكن بينهم ترجمان وإنما كان المتكلم يوقنا بالرومية وهو لسان القوم‏.‏

قال الراوي‏:‏ حدثني من أثق به‏.‏

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق