إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 13 يوليو 2014

358 فتوح الشام ( للواقدي )


358

فتوح الشام ( للواقدي )


قال كان الترجمان بينهم لأن الملك أرمني لا يفهم إلا بلسان الأرمن ويوقنا كان روميًا لا يفهم لسانًا آخر فلما بلغه الترجمان غضب وقال‏:‏ وحق المسيح والإنجيل لا نعطيهم ولا ندخل في دينهم أو نموت عن آخرنا ولا يحسبوا أننا مثل من لاقوا من جيوش الروم ولنا الشدة والبأس والقوة والمراس ونحن نرمي عن الأقواس بالنشاب والعرب تسميه قاطع الشهوات والأسباب وأنا أبعث إلى صاحب خوى وسلواس وأستنصر عليهم بأسراغوص ملك المرج ونردهم على أعقابهم ونستخلص منهم البلاد وليس عندنا جواب غير هذا‏.‏

قال‏:‏ فبلغهم الترجمان ما قاله‏.‏

فقال يوقنا‏:‏ ليأذن لنا بالانصراف لنعلم صاحبنا بهذا الجواب‏.‏

فقال الملك‏:‏ بيتوا عندنا هذه الليلة وفي غد تنصرفون وأمر بهم أن ينزلوا في المكان الفلاني فخرجوا من عنده إلى المكان الذي أمر به فنزلوا به ينتظرون ما يكون من الجارية طاريون‏.‏

قال ولما خرج الصحابة من عنده ركب من وقته إلى بيعة يوحنا واجتمع بابنته وقال لها‏:‏ إن العرب قد وجهوا إلي رسولًا ومعه جماعة وقالوا لي كذا وكذا وأجبتهم بكذا وكذا فما ترين من الرأي‏.‏
فقالت‏:‏ أيها الملك أين هم قال‏:‏ عوقتهم هذه الليلة حتى أشاورك في أمرهم‏.‏

فقالت‏:‏ أريد أن أنظر من هم فإنه لا يخفى علي أمرهم إن كانوا من وجوه العرب النافذ أمرهم فأمرني أن أتحدث معهم وأطيب قلبهم بأنك تصالحهم وأطمعهم بذلك فإذا اطمأنوا بذلك أمرتك بالقبض عليهم واتركهم عندك حتى لا يكون لهم خلاص فإذا قبضت عليهم ترسل إلى صاحبهم تقول له متى تقدمت إلينا مرحلة واحدة بعثت إليك برؤوسهم فإذا سمع ذلك لا يتقدم ويقع الصلح على أن نسلم إليه أصحابه وينصرك المسيح ويطول عمرك ويرفع قدرك وينصرفون عنك وما ثم رأي أوفق من هذا‏.‏

فقال لها‏:‏ يا بنية المسيح يطيل عمرك ويرفع قدرك فقومي إليهم ودعي هذه البيعة والزمي البيعة التي في دارنا فإنك كلما أقمت ههنا كان أخوف بنا وإن كان مقصودك العبادة ففي أي مكان كنت فيه فإن لك معبدًا فلما سمعت قوله قالت‏:‏ لست أبرح من ههنا حتى يأمرني بترك هذا المكان فأرسل فقال البترك‏:‏ قد أذنت لك أن تتعبدي حيث شئت وقد استوهبت ذنوبك مع المسيح وغفر لك‏.‏

قال‏:‏ فصلبت على وجهها ودعت لهم وقدموا لها بعض مراكب أبيها فركبت ومضت إلى المكان الذي فيه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يدخل فيها سواها وأبيها الملك فلما رأت يوقنا فرحت واستبشرت وقالت له‏:‏ أيها السيد إن أبي جاهل بكم غير عارف بقولكم وسوف أكشف له عن أموركم وحق ديني ما رأيت منكم إلا خيرًا وسوف أجازيكم على ذلك ولولا محبة الأهل والوطن ودين المسيح ما كنت فارقتكم وخرجت هي وأبوها ومضت إلى القصر وقالت له‏:‏ أبشر بما يسرك هؤلاء وجوه القوم وساداتهم والذي عليه زي الروم هذا يوقنا بطريق حلب الذي طرده المسيح عن بابه والرأي عندي أن نطلبهم عندنا إلى هذا القصر ونقبض عليهم بحيث لا يقف أحد على سرنا‏.‏

قال ففرح أبوها بقولها وبعث حاجبه إلى الصحابة فأتى بهم وأنزلهم بعض حجر القصر‏.‏

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق