إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 15 يوليو 2014

424 فتوح الشام ( للواقدي )



424


فتوح الشام ( للواقدي )


قال الراوي‏:‏ ولما رأى المسلمون ذلك بكوا بكاء شديدًا وأعظم الناس حزنًا الأمير عياض لأجل من قتل تحت رايته وكان أكثر الشهداء الأعيان من قريش وبني هاشم وبني المطلب وبني نوفل وبني عبد شمس فلما رأى مسلم بن عقيل إخوته وما حل بهم ورأى الفضل بن العباس وعبد الله بن جعفر وسادات بني هاشم ما حل ببني عمهم نزلوا عن خيولهم وعانقوا شهداءهم واسترجعوا في مصابهم فعند ذلك أنشد همام بن جرير يقول‏:‏ يا عين ابكي لا تملي البكى سحي دموعًا مثل سكب الغمام نوحي على الليث ابن عم النبي هو جعفر المشكور ليث همام وأبكي على الشهداء لا تغفلي ما لاح برق أو تغنى حمام فلا لقي البطليوس خيرًا ولا أجناده أهل الصليب اللئام لنأخذن الثأر يا قومنا بطعن خطى وحد الحسام قال‏:‏ ووارى المسلمون شهداءهم ثم إن الأمير عياضًا فوق الأمراء على الأبواب فنزل السادات من بني هاشم وغيرهم مثل زياد بن أبي سفيان والوليد وأخيه محمد وأسامة بن زيد وأبي أيوب الأنصاري وفضالة بن عبيد وأوس بن حذيفة وعمرو بن حصين ورافع بن خديج وأبي دجانة وجابر بن عبد الله وبقية الأمراء‏.‏

قال ونزل القعقاع بن عمرو التميمي والمسيب بن نجيبة الفزاري وأمثالهم من الأمراء بألفي فارس على باب الجبل والمغيرة بن شعبة وأبو لبابة والمهلب الطائي ونظراؤهم من الأمراء بألفي فارس عنده باب توما‏.‏

قال وعبى القوم آلات الحصار ورتبوها على الأسوار وأقاموا مدة شهر لا يقاتل بعضهم بعضًا بل كل يوم يركب البطليوس لعنه الله جواده المتقدم ذكره ويلبس لامة حربه ويطلع بالجواد على أعلى السور وحوله المشاة من خلفه وقدامه وبأيديهم السيوف المحددة والدرق والدبابيس والأطيار المذهبة والقسي والنشاب وكان عرض السور يمشي عليه خيالان متكاتفان باللبس الكامل‏.‏
قال هذا ما جرى لهؤلاء وأما خالد فإنه أرسل عبد الرحمن بن أبي بكر و عبد الله بن عمر إلى الفيوم وجرى بينهم وقعات وحروب اختصرنا ذكرها خوف الإطالة فإن المقصود الذي عليه مدار هذا الكتاب هو فتح البهنسا وما وقع فيها والله أعلم ثم إنهم ساروا حتى اتصلوا إلى مدينة الفيوم وحاصروها أيامًا قلائل ثم فتحوها وفتحوا الفيوم في أقل من شهر وأخذوا الأموال والغنائم ورجعوا إلى خالد رضي الله عنه وكان مقيمًا بالنورية كما ذكرنا‏.‏

قال‏:‏ هذا ما جرى لهم وأما أبو ذر الغفاري وأبو هريرة الدوسي وذو الكلاع الحميري ومالك الأشتر النخعي فإنهم لما ضربوا رقاب القوم كما ذكرنا حاصروا القلعة نحو عشرين يومًا واقتتلوا قتالًا شديدًا‏.‏


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق