إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 15 يوليو 2014

410 فتوح الشام ( للواقدي )


410

فتوح الشام ( للواقدي )

  قال الواقدي

‏:‏ وأما خالد فلما قرب من أهناس استدعى بالزبير بن العوام وضم إليه ألف فارس من الأمراء وغيرهم وأمره بالمسير ثم استدعى بالفضل بن العباس وضم إليه ألف فارس وسار على أثره ثم استدعى بميسرة بن مسروق العبسي وضم إليه ألف فارس وسار على أثره ثم استدعى بزياد بن أبي سفيان وضم إليه ألف فارس وسار على أثره ثم استدعى بمالك الأشتر النخعي وضم إليه ألف فارس وسار على أثره وسار خالد ببقية الجيش‏.‏

قال‏:‏ حدثنا عون بن سعيد‏.‏

قال‏:‏ حدثنا هاشم بن نافع عن رافع بن مالك العلوي‏.‏

قال‏:‏ كنت في خيل الزبير بن العوام رضي الله عنه لما توسطنا البلاد وتعرضنا لأهلها وشننا الغارة على السواد فوجدنا قطيعًا من الغنم ومعها رعاة فلما أحسوا بنا تركوها ومضوا فسقناهم ثم سرنا قليلًا وإذا بنساء وصبيان مشرفة ونصارى من القبط وغيرهم فلما رأونا فروا وكانا معهم عشرون فارسًا من العرب المتنصرة من جذام ومعهم بطريق من البطارقة عليه الزينة الفاخرة فلما عاينونا فروا من بين أيدينا فأطلقنا الغارة عليهم فما كان غير بعيد حتى أدركناهم وقبضنا عليهم وسألناهم فأجابوا بأنهم من قرى شتى وأنهم يريدون أهناس فعرضنا عليهم الإسلام فامتنعوا فأردنا قتلهم فمنعنا من ذلك الزبير رضي الله عنه وقال‏:‏ حتى يحضر الأمير خالد ويفعل ما يريد‏.‏

قال‏:‏ وسرنا حتى قربنا من أهناس ورأينا المضارب والخيام والسرادقات فأعلن الزبير بالتهليل والتكبير وكبر المسلمون حتى ارتجت الأرض لتكبيرهم وخرجت الروم إلى ظاهر خيامهم ينظرون إلينا وعدو الله مارنوس بن ميخائيل ينظر إلينا والحجاب والنواب وأرباب الدولة من البطارقة حوله وعليهم أقبية الديباج وعلى رؤوسهم التيجان المكللة وبأيديهم العمد المذهبة والسيوف وهم محدقون به عن يمينه وشماله‏.‏

قال‏:‏ فلما أقبلنا عليهم تصايحوا ورطنوا بلغتهم وأعلنوا بكلمة كفرهم واستقلونا في أعينهم ولما قرب الزبير من القوم هز الراية وأنشد يقول‏:‏ أيا أهل أهناس الطغاة الكوافر ويا عصبة الشيطان من كل غادر أتتكم ليوث الحرب سادات قومها على كل مشكول من الخيل ضامر فإن لم تجيبوا سوف تلقون ذلة ونقتل منكم كل كلب وفاجر قال الراوي‏:‏ ثم نزلنا من القوم فلم يكن غير قليل حتى أقبل الفضل بن العباس رضي الله عنه وحوله السادات الأماجد فكبر وكبروا معه وهز الراية وأنشد يقول‏:‏ أيا أهل أهناس الكلاب الطواغيا أتتكم ليوث الحرب فأصغوا مقاليا أقروا بأن الله لا رب غيره وألا تروا أمرًا عظيما مدانيا أقروا بأن الله أرسل أحمدًا نبيًا كريمًا للخلائق هاديا قال الراوي‏:‏ ثم نزل قريبًا من أصحابه فلم تكن إلا ساعة حتى أقبل الأمير ميسرة بن مسروق العبسي وكبر هو والمسلمون فأجابه المسلمون فهز الراية وأنشد يقول‏:‏ أتينا لأهناس بكل غضنفر على كل صاهل من الخيل أجرد ونخرب أهناسًا ونقتل أهلها إذا خالفوا دين النبي محمد قال الراوي‏:‏ ونزل قريبًا من الفضل ولما كان غروب الشمس أقبل زياد بن أبي سفيان رضي الله عنه بمن معه وكبر هو والمسلمون وهز الراية وأنشد يقول‏:‏ هلموا إلى أهناس يا آل هاشم ويا عصبة المختار نسل الأعاظم ودونكم ضرب السهام بشدة وقطع رؤوس ثم فلق جماجم لننصر دينا للنبي محمد نبي الهدى المبعوثمن آل هاشم قال الراوي‏:‏ وبات المسلمون رضي الله عنهم يقرؤون القرآن ويصلون على النبي صلى الله عليه وسلم وهم يتحارسون حتى لاح الفجر ثم أقبل المقداد رضي الله عنه بأصحابه وكبر هو والمسلمون ولما قرب من أصحابه هز الراية وأنشد يقول‏:‏ أنا الفارس المشهور في كل موطن وناصر دين النبي محمد لعل ننال الفوز عند إلهنا فيا فوز من أضحى نزيل المؤيد ونقتل عباد الصليب جميعهم بأسمر خطى وعضب مهند قال الراوي‏:‏ ونزل بإزاء الفضل وتكلم الأمراء المتقدم ذكرهم‏.‏

قال‏:‏ ولما رأونا ظنوا ألن ليس وراءنا أحد وقعدنا ذلك اليوم ولم نكلمهم ولم يكلمونا‏.‏

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق