إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 13 يوليو 2014

375 فتوح الشام ( للواقدي )


375

فتوح الشام ( للواقدي )


قال‏:‏ فلما حصلوا بالعدوة القصوى وقطعوا الجسر قصدوا الإيوان ويزدجرد هناك فدخلوا عليه وحدثوه بما جرى لهم مع العرب فلما سمع ذلك وأيقن بزوال ملكه فلما كان الليل عول على أن ينفذ أمواله وذخائره إلى نهاوند وتهيأ للحرب وأما زهرة فإنه سار في أثر القوم حتى جاوز سوار ونزل وأتى بعده هشام والمرقال ونزلا عنده حتى تكامل الجيش ونزل سعد بن أبي وقاص وارتحلوا إلى كوثاريا وأشرفوا عليها فلما رأى الفرس عسكر المسلمين قد أشرف عليهم أخذوا أهبة القتال وتهيئوا ومقدمهم شهريار‏.‏

فلما وصل إليهم زهرة ورآه شهريار وقع الرعب في قلوب أصحابه وماج بعضهم في بعض ولولا خوفهم من شهريار لولوا الأدبار ورتب زهرة أصحابه فلما استوت الصفوف خرج شهريار للبراز وعليه زي الملوك والأكاسرة وقال‏:‏ أنا شهريار فهل يبرز إلي فارس لفارس أو أربعة لفارس أو عشرة لفارس‏.‏

فلما سمع زهرة كلامه قال‏:‏ والله لقد أردت برازك غير أني لا أدع أحدًا يخرج إليك إلا عبدًا فإن قتلته فتكون قد قتلت عبدًا وإن قتلك فهو المراد ثم إنه دعا مولى أبا نباتة الأعوجي فقال له‏:‏ دونك وهذا العلج واستعن عليه بالله فخرج إليه أبو نباتة فلما وصل إليه ونظره استحقره لأن شهريار كان مثل البعير فألقى نفسه على أبي نباتة وقد جرد سيفه فلما رآه أبو نباتة قد وصل إليه صادمه كأنه أسد وتضاربا بالسيوف حتى تكسرت فرمياها وتقابضا حتى سقطا إلى الأرض فوقع شهريار بأبي نباتة وهو يراغه فوقعت إبهام شهريار في فم أبي نباتة فقطعها فارتخت أعضاؤه فانفلت وانقلب عليه فصار فوقه وجرد خنصره وطعنه به في نحره فقضى عليه وأخذ تاجه وسواريه وسلبه وفرسه وعدته وتوجه بها إلى المسلمين فلما نظر جيشه ما حل به ولوا الأدبار وأقام زهرة هناك إلى الصباح وأقبل بقية الموحدين فحدث زهرة سعدًا بما جرى لمولاه مع شهريار وكيف انهزم الفرس ففرح سعد بذلك وأمر أن يحضر أبا نباتة فأحضره‏.‏

فقال سعد‏:‏ عزمت عليك إلا لبست سواريه ودرعه وتاجه وركبت فرسه‏.‏

قال ففعل فأعطاه السلب جميعه وقال له‏:‏ قد أفلحت فكان أول مسلم سور بالعراق‏.‏

قال الواقدي‏:‏ حدثنا نوفل بن عدي‏.‏

قال‏:‏ أخبرنا وائل بق غانم اليشكري قال‏:‏ لما قدم سعد إلى كوثاريا نزل في المكان الذي سجن فيه إبراهيم الخليل عليه السلام فصلى فيه وحمد الله وصلى على رسوله صلى الله عليه وسلم وقرأ ‏{‏وتلك الأيام نداولها بين الناس‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 140‏]‏‏.‏ الآية‏.‏

قال وأقام سعد بمشهد كوثاريا أيامًا ثم دعا الناس إليه وقال لهم‏:‏ اعلموا أن الله تعالى قد نصركم في مواطن كثيرة وقد أراكم ما وعدكم نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم لما قال‏:‏ ‏(‏ستفتح على أمتي كنوز كسرى وقيصر‏)‏‏.‏ وقد ملكتم طرفًا من كنوز كسرى والتمام على الله وقد عولت على العبور إلى المدائن من الجانب الغربي‏.‏

فقالوا جميعهم‏:‏ أيها الأمير ما منا من يخالف ولا يبخل بنفسه على الله ورسوله فاعزم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم‏.‏

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق