إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 15 يوليو 2014

419 فتوح الشام ( للواقدي )



419


فتوح الشام ( للواقدي )


فلما سمع البطريق كلام المغيرة غضب غضبًا شديدًا ووثب قائمًا ووثب المغيرة من موضعه وانتضى سيفه من غمده وكذلك فعل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كفعله وهم يقولون‏:‏ لا إله إلا الله محمد رسول الله‏.‏

قال الراوي‏:‏ حدثنا مسلم بن عبد الحميد عن طارق بن هلال عن عبد الله بن رافع‏.‏

قال‏:‏ كنا مع المغيرة وجذبنا السيوف ووثبنا على القوم وأخذتنا غيرة الإسلام وما في أعيننا من جيوش البطليوس شيء وعلمنا أن المحشر من ذلك الموضع فلما رأى البطليوس منا ذلك وتبين له الموت من شفار سيوفنا نادى‏:‏ مهلًا يا مغيرة لا تعجل فنهلك وأنا أعلم أنك رسول والرسول لا يقتل وإنما تكلمت بما تكلمت لأختبركم وأنظر ما عندك والآن لا نؤاخذكم فاغمدوا سيوفكم‏.‏

قال‏:‏ فأغمدنا سيوفنا وتقدم المغيرة حتى صار في مكان البطليوس وزحزحه إلى آخر السرير وكان المغيرة رجلًا جسيمًا فاتكل عليه حتى كاد أن يخلع فخذه من موضعه‏.‏

قال‏:‏ ثم التفت إلى المغيرة وقال‏:‏ ما قولكم في المسيح ابن مريم قال المغيرة‏:‏ عبد الله ورسوله‏.‏

قال‏:‏ فمن أي شيء خلق‏.‏

قال‏:‏ خلقه الله من تراب ثم قال له كن فكان ودل على ذلك القرآن العظيم‏.‏

قال عز وجل‏:‏ ‏{‏إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 9‏]‏‏.‏

قال‏:‏ فما الدليل على أن الله واحد فقال المغيرة‏:‏ القرآن العظيم قوله تعالى على لسان نبيه‏:‏ ‏{‏قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد‏}‏ ‏[‏الإخلاص‏:‏ ا - 4‏]‏‏.‏

فقال له البطليوس‏:‏ ما رأيت مثل حذقك وجوابك يا أعور وكان المغيرة رضي الله عنه أصيب في إحدى عينيه يوم اليرموك‏.‏

فقال له المغيرة‏:‏ إن ذلك لا يعيبني ولقد أصيبت عيني في الجهاد في سبيل الله من كلب مثلك وأخذت بثأري من الذي فعل بي ذلك فقتلته‏.‏

قتلت جملة منهم والثواب من الله عز وجل أعظم من ذلك‏.‏

فقال البطليوس‏:‏ ما أحذق جوابك فهل في قومك مثلك‏.‏

قال‏:‏ قد قلت لك فينا أهل العلم والرأي ومن لا أساوي في علمهم شيئًا وأنا رجل بدوي فلو رأيت علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم المختار مقاتل الكفار ومبيد الفخار والليث الكرار البطل المغوار‏.‏

قال‏:‏ أهو معكم في هذا الجيش فقد سمعت بشجاعته وبراعته وأريد أن أنظر إليه‏.‏

فقال له المغيرة‏:‏ قاتلك الله إن الإمام عليًا كرم الله وجهه أعظم قدرًا من أن يسير إلى مثلك‏.‏

قال‏:‏ فهل أحد غيره‏.‏

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق