إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 15 يوليو 2014

405 فتوح الشام ( للواقدي )


405

فتوح الشام ( للواقدي )


قال فلما سمع الروم كلامه عرفوه فتقهقروا إلى ورائهم فطمع فيهم وحمل عليهم فقال بطرس‏:‏ من هذا البدوي الذي لم يزل عاري الجسد ويقاتل بالسيف مرة وبالرمح مرة قالوا‏:‏ هذا ضرار بن الأزور فتحير الملعون وقال‏:‏ هذا قاتل أخي ولقد اشتهيت أن آخذ بثأره ثم عزم على الخروج إليه فسبقه بولص رأس بطارقة الكورة وقال‏:‏ أنا آخذ بثأرك‏.‏

ثم حمل على ضرار فتجاولا طويلًا واعتركا مليًا فما كان أكثر من ساعة حتى طعنه ضرار طعنة صادقة في صدره خرقت الدروع وخرجت من ظهره فانجدل صريعًا وعجل الله بروحه إلى النار فقال بطرس‏:‏ هذا جني وليس للإنسان أن يقاتل الجن ثم لبس لامة حربه وتعصب بعصابة من اللؤلؤ الرطب ولبس فوق درعه مثل ذلك وخرج يطلب ضرارًا فسبقه شذم أدرس أحد بطارقة الكورة وحلف لا يخرج إليه وغيره وحمل على ضرار وقال‏:‏ دونك والقتال فلم يفهم ضرار ما يقول‏.‏

ثم حمل عليه وأخرج صليبًا من الذهب كان معلقًا في عنقهفضحك ضرار عليه وقال‏:‏ أنت تستعين بالصلبان وأنا أستعين بالملك الديان‏.‏

ثم أرى كل منهما ما أدهش الناس من الحرب فصاح خالد وبقية الأمراء‏:‏ ما هذه الفترة يا ضرار والجنة قد فتحت لك ولعدوك قد فتحت النار‏.‏

فاستيقظ ضرار وحمل على البطريق وصاحت الروم بصاحبها وصاروا في حرب عظيم وحميت عليهم الشمس وثارت الحرب حتى كل منهما الساعدان وعرق تحتهما الجوادان فأشار البطريق إلى ضرار أن يترجل ويترجل البطريق معه شفقة على الجوادين وإذا برأس بطارقة أهناس قد أخرج له جوادًا مجملًا بالحرير ليركبه فلما نظر ضرار إلى ذلك صاح بجواده‏:‏ اثبت معي هذه الساع وإلا أشكوك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فذرفت عين الجواد بالدموع وحمحم وجرى أكثر من جريه المعتاد وتلقى ضرار البطريق وحمل عليه وطعنه بعقب الرمح فأرداه وأخذ جواده وأراد قتله وإذا بكردوس خرج من الروم ومعهم الكلب الكبير شاول أحد بطارقة الأشمونيين وأحاطوا بضرار وكان على رأس شاول تاج من الذهب الأحمر فلما رأى الصحابة الكردوس الذي خرج على ضرار والتاج يلمع على رأسه‏.‏

قالوا لخالد‏:‏ ما سبب قعودنا عن نصرة صاحبنا وقد أحاطت به الروم فعندها خرج خالد رضي الله عنه في عشرة عن خيار قومه وهم الفضل بن العباس بن عبد المطلب وأخوه وعبد الله بن جعفر ومسلم وعلي أولاد عقيل وعبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن أبي بكر الصديق وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن المقداد وقوموا الأسنة وأطلقوا الأعنة وصبر ضرار للروم حتى وصلت إليه الأمراء وقالوا‏:‏ أبشر يا ضرار فقد أتاك النصر والفرج وقد ذهب عنك الخوف والجزع فلا تخف من الكفار واستعن بالله الواحد القهار فقال ضرار‏:‏ ما أقرب الفرج من الله والتقت الرجال بالرجال وطلب خالد صاحب التاج والعصابة وضرار مع خصمه فلما رأى شاول البطريق المسلمين قد أحدقوا به وما حل بجماعته اندهش وارتعد هذا وضرار مع خصمه وقد أراد الهرب فألقى ضرار نفسه من على جواده وتبعه حتى لحقه‏.‏

ثم رمى الرمح من يده وتواخذا بالمناكب وتصارعا وكان عدو الله كأنه قطعة من جبل وضرار نحيف الجسم غير أن الله أعطاه حولًا وقوة فلما طال بينهما العراك ضرب ضرار بيده في بطن عدو الله فقلعه وجلد به الأرض فصاح يستنجد بالبطارقة وتصارخت الروم والسودان وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يمهله ضرار دون أن ركب عليه وهو يعج كالبعير فعندها أظهر ضرار سيفه ومكنه من نحره فقتله فزعق زعقة سمعها العسكران فحملت الروم والسودان هذا وضرار قد احتز رأسه وقام عن صدره وهو ملطخ بالدماء‏.‏

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق