إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 15 يوليو 2014

436 فتوح الشام ( للواقدي )



436


فتوح الشام ( للواقدي )


فقال دهينا ورب الكعبة ثم ركب وركبت معه زوجته وقاتلت النساء قتالًا شديدًا وعدو الله تارة يكر ميمنة وتارة يكر ميسرة والسيف يعمل والرجال تقتل وكانت ليلة شديدة وصار خالد يقول‏:‏ يا قوم أما قلت لكم فما سمعتم لخالد والتجأ زياد بن أبي سفيان وأخوه هبار وميسرة بن مسروق وفضالة بن عبد شمس وعقيب بن يعقوب وعبادة بن تميم وجندبة الكلبي إلى تل هناك وأحاط بهم طائفة من الروم من كل مكان فقاتلوا قتالًا شديدًا وانحدر زياد رضي الله عنه من التل وتبعه أصحابه فأحدقت بهم الروم وداروا بهم كدوران السور بالمعصم وقتلوا زيادًا وجميع من ذكرنا من الأمراء وقاتلت نسيبة الأنصارية أم أبان وأسماء ابنة أبي بكر ونعمانة ابنة المنذر ونظائرهن في تلك الليلة قتالًا شديدًا وقتل جماعة من المسلمين وأتى خالد وحمل عليهم وجعل يقلب الميمنة على الميسرة والميسرة على الميمنة قال وأطبق عليهم هو وجميع الأمراء فهزموهم إلى الأبواب وقد قتلوا منهم مقتلة عظيمة وهرب عدو الله وتحصن هو وقومه وغلقوا الأبواب ولما أصبح أمر بالحصار وأمر بإحضار المأسورين وصعد بهم إلى أعلى البرج وضرب رقابهم فشق ذلك على المسلمين وصعب عليهم ما فعل عدو الله بأصحابهم وأتى خالد رضي الله عنه ومعه بقية الأمراء إلى مكان المعركة فوجدوا الشهداء مطروحين ووجدوا زيادًا رضي الله عنه وفيه عشرون طعنة بالرمح وأربعون ضربة بالسيف وإلى جانبه أخوه هبار وفي رأسه عشرون ضربة بالسيف وواحدة في فخذه فقطعته فبكى خالد عليهم بكاء شديدًا وبكى عليهم سائر الأمراء والأبطال المسلمين ونعاهم الأمير خالد بهذه الأبيات وهي له خصوصًا‏:‏ هوام دموعي كالسحائب تهمع وقلبي من فقد الأحبة يفزع وأظلمت الدنيا على نور عبرتي وكاد فؤادي بالجوى يتقطع لفقد زياد أحرق البين مهجتي وغاب صوابي وهو في الأرض يصرع لقد كان في بحر المعامع صائلًا يزلزل أركان العدا ويضعضع وقد كان مقدام الفوارس كلها بكل مكان للأعادي مقمع لحى الله يومًا فيه حانت وفاته وأجفانه مع أسهم الدمع تدمع أيا سيدًا من آل هاشم لم يزل له رتبة بالمجد والجود ترفع يعز علينا أن نراك معفرًا ورأسك من فوق الجنادل تسفع بجانبك الهبار أضحى مهبرًا طريحًا على رأس الثرى وهو مطبع ألا لعن الرحمن بطلوس قومه وألعنه مع كل قوم تجمع لقد غدر السادات من آل هاشم نجومًا وأقمارًا على الناس تطلع وصلوا عليهم وواروهم في حفرهم إلى جانب التل فإذا هم ثمانون أميرًا وثلمائة وسبعون رجلًا ختم الله لهم بالشهادة‏.

  قال الراوي

‏:‏ وأقام المسلمون ثلاث سنين إلا أنهم يشنون الغارات على السواد والسواحل ومضى القعقاع بن عمرو وهاشم وأبو أيوب وعقبة بن نافع الفهري بألفي فارس وأغاروا على حد برقة ثم عادوا وهذا أحد الآراء في فتح المغرب‏.‏

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق