إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 15 يوليو 2014

404 فتوح الشام ( للواقدي )


404

فتوح الشام ( للواقدي )


ثم إن القس لوى راجعًا من حيث جاء فلما رجع إليهم وأخبرهم بذلك كاتبوا ملوكهم على ذلك وأرسلوا جوابهم بالقتال فلما وصلت الكتب تقدمت الروم والسودان وقدموا بين أيديهم الفيلة وأمامهم الرجالة بالقسي والسيوف والدرق والمزاريق فصاح الفضل بن العباس ورفاعة بن زهير المحاربي والقعقاع بن عمرو التميمي وشرحبيل بن حسنة والمقداد بن الأسود الكندي ومعاذ بن جبل وقالوا‏:‏ معاشر المسلمين اعلموا أن الجنان قد فتحت والملائكة قد أشرفت والحور تزينت وأشرفت من الجنان ثم قرأ ‏{‏إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة‏}‏ ‏[‏التوبة‏:‏ 111‏]‏‏.‏
ثم رتبوا الصفوف فتقدم خالد وقال‏:‏ اقرنوا المواكب واثبتوا واعلموا أن هؤلاء أكثر منكم بعشرة أمثالكم وأزيد فطاولوهم إلى وقت العصر‏.‏

فإنها ساعة النصر على الأعداء وإياكم أن تولوا الأدبار وازحفوا على بركة الله وعونه‏.‏

قال الراوي‏:‏ وتزاحمت السودان والبربر والنوبة والبجاوة فلما تقارب الجمعان رمت أصحاب الفيلة نشابهم فكانت كالجراد المنتشر فقتلوا رجالًا وجرحوا أبطالًا وخالد تارة يضرب بسيفه في الميمنة وتارة في الميسرة وكان في أصحاب الفيلة من السودان والبربر سواكن يسمونهم القواد شفاههم العليا مشقوقة وبها خزام من نحاس‏.‏

فإذا كان وقت الحرب لا يخرجون القواد إلا إذا حمي الحرب واشتد الطعن والضرب وكانوا سودًا طوالًا طول كل واحد منهم عشرة أذرع فإذا أرادوا الحرب جعل في كل خزام سلسلة بطرفين في كل طرف واحد من البربر‏.‏

فإذا وقع صلح بين الفريقين وإلا زحفوا بهم وأطلقوا السلاسل ودفعوا لهم أعمدة من حديد طوالا فيضرب الواحد الفارس والفرس فيقتلها بضربة ومنهم من يركب الفيلة ويقاتل على ظهورها فلما التقى الجمعان خرجت تلك القواد وعلى أجسادهم جلود النمور وفوق أكتافهم مربوطة على صدورهم وفي أوساطهم مثل ذلك وهم عراة الأجساد والرؤوس ليس عليهم غير ما ذكرنا وبأيديهم الأعمدة والرجال يقودونهم بتلك السلاسل والجيوش ينظرون متى يؤمرون بالحملة‏.‏

فلما رأى المسلمون ذلك فمنهم من ثبت ومنهم من جزع‏.‏

قال‏:‏ وبرز البطريق أخو بولص المقتول وهو راكب على جواد عال وعليه لحاف من جلود الفيلة وقاتل‏.‏

قال الراوي‏:‏ حدثني خالد بن أسلم عن طريف بن طارق وكان من الأزد‏.‏

قال‏:‏ لما فعل البطريق ذلك ولت الأزد من بين يديه منهزمين وإذا بفارس قد أقبل يركض بجواده وهو عاري الجسد حتى قرب من القوم وأنشد يقول‏:‏ لقد ملكت يدي سنانًا وصارمًا أذل عداة السوء إن جئت قادما وأتركهم شبه الرخام إذا مشى عليه شجاع لا يزال مصادما وإلا كأغنام مضين بقفرة وأصبح مولاها عن السعي نائما وقد ملك الليث الغضنفر جمعها وأصبح فيها بالمخالب حاطما قال الراوي‏:‏ وصاح الفارس‏:‏ أنا ضرار بن الأزور أنا قاتل ملوك الشام أنا ضرار دين الإسلام والمسلط على من يكفر بالرحمن أنا قاتل بولص الكلب في الطغيان‏.‏

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق