إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 13 يوليو 2014

371 فتوح الشام ( للواقدي )



371


فتوح الشام ( للواقدي )


قال وسمعت قائلًا يقول‏:‏ كفيناكم فقلت‏:‏ من أنتم فقالوا‏:‏ نحن من خزيمة النخع ولم يزالوا يقاتلون حتى ما بقي منهم أحد ولا بقي لهم نسل فلما طلعت الشمس وركب رستم بن إسفنديار وركب جيشه عن آخرهم ووقفوا بأجمعهم فاستقبلهم الموحدون وسعد يتخلل الصفوف ويعظهم ويوصيهم أي الأمراء وكان في الليل قد طاف على العسكر فرأى أبا محجن الثقفي يشرب الخمر وقال له‏:‏ عدو نفسه لقد محوت أجر جهادك وعبادتك والله لآخذن منك حق الله وجلده الحد وقيده‏.‏

قال الواقدي‏:‏ أخبرنا يوسف بن عمر قال الأسدي عن طلحة ومحمد قالوا‏:‏ إن أول من فتح الحرب رستم وطلب البراز فخرج إليه نجيبة فقتله فخرج زهير فقتله فأراد القعقاع أن يخرج وإذا بفارس قد أقبل إلى رستم وهو كالريح في هبوبها فصاح برستم صيحة أدهشته وطعنه في خاصرته فأطلع السنان من الخاصرة الأخرى فنظر إليه سعد فإذا هو أبو محجن وقد صنع ذلك برستم قال المتوكل عليه‏:‏ سألتك بالله أن تتركه‏.‏

قال الواقدي‏:‏ حدثنا يوسف بن عبد الأعلى قال‏:‏ حدثنا عمر بن إبراهيم عن عبد الله بن المبارك قال‏:‏ لما نزل سعد بن أبي وقاص على القادسية وقاتل عسكر الفرس وانهزمت الفيلة إلى المدائن وكان سعد رضي الله عنه يتنكر في الليل ويمشي في عسكره فمر في بعض الليالي برجال من ثقيف فوجد أبا محجن وهو يشرب ويترنم على خمرته فلما رآه غضب وقال له‏:‏ لقد ذهب أجرك ونقص قدرك بعد جهادك للكافرين تتعرض لغضب رب العالمين أترضى لنفسك بذلك ثم إنه حده وقيده وجعل عليه من يحفظه فلما كان من الغد ووقع الزحف وبرز فارس العجم وكان منه ما ذكرناه عاد إلى القيد فلما قتل رستم بمشاهدة الناس أتى إليه سعد ليعلم حقيقة الأمر فوجده في القيد‏.‏

فقال له يا أبا محجن‏:‏ أنت صاحب الفيلة‏.‏

فقال‏:‏ الفضل لله ولرسوله فأقسم عليه فحدثه بحديثه‏.‏

فقال له‏:‏ إذا كان هذا صنيعك فاذهب فقد عفوت عنك ومن قال الواقدي‏:‏ حدثنا زائدة عن جده مروان بن أوس‏.‏

قال‏:‏ كنت بالقادسية وشهدت فتحها فلما قتل رستم وولده عجزشير وولت الفرس على عقبهم لا يلتفت أحد منهم إلى ما وراءه من الأموال والأصحاب وما لهم قصد إلا السلامة لأنفسهم وأتى نساء المسلمين ومعهم الماء فحزن بين القتلى والجرحى فمن وجدنه من المسلمين فيه الرمق سقينه الماء ونضحن على وجهه وينقلن من قتل من العرب إلى العرب ويتركن رمم الفرس‏.‏

قال الواقدي‏:‏ حدثنا سليمان بن بشر عن أم كثير امرأة همام بن الحرث قالت‏:‏ شهدت القادسية مع سعد فلما نزل النصر وانهزمت الفرس شددنا ثيابنا وأخذنا الماء وابتغينا القتلى فمن كان من المسلمين سقيناه ورفعناه ومن كان من المشركين أخذنا ما عليه‏.‏

حدثنا الحرث عمن أدرك ذلك‏.‏

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق