إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 15 يوليو 2014

414 فتوح الشام ( للواقدي )


414

فتوح الشام ( للواقدي )


قال الراوي‏:‏ وسار علي بن حاتم الطائي وميمون حتى وصلا ميدوم وما حولها فوجدوا قيس بن الحرث قد صالح أهل تلك الأرض وعقد لهم صلحًا وأقرهم بالجزية ما عدا جماعة وكذلك أهل برنشت بعد قتل بطريقهم وكذلك أهل تلك البلاد إلى دهشور ونادى في ذلك الإقليم بالأمان وجبوا له أموالًا عظيمة على الصلح والجزية وعبر جماعة من المسلمين إلى البر الشرقي وهم‏:‏ رفاعة بن زهير المحاربي وعقبة بن عامر الجهني وذو الكلاع الحميري وألف من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وشنوا الغارات من العقبة التي هي قريب من قبلي حلوان على تلك القرى والبلاد فمن صالحهم صالحوه ومن أبى قاتلوه حتى وصلوا إلى أطفيح ثم إلى البرنيل وكان هناك بطريق يعرف بصول فخرج إليهم أهلها فصالحوهم على الجزية وعبروا من هناك وسار عدي بن حاتم حتى اجتمع بقيس بن الحارث قريبًا من القرية المعروفة بقمن ونزل ميمون هو وجماعته بالقرية المعروفة بالميمون‏.‏

فقال له قيس بن الحرث‏:‏ لا تنزل هنا حتى يفتح لنا ما حولها من البلاد ويأتي خبر من الأمير خالد بن الوليد ويأذن لنا بما يريد فأجاب إلى ذلك ونرد عدي بأصحابه بالقرية المعروفة ببني عدي ثم سار وترك ابنه حاتمًا وإخوته وأحاطوا بالقرية وسار قيس وأصحابه حتى وصلوا إلى القرية المعروفة بنوس والبلد المعروف بدلاص فخرج إليهم أهلها بعد قتل بطريقهم وصالحوهم وتوسطوا البلاد على ساحل البحر حتى نزلوا ببا الكبرى وغانم بن عياض على أثرهم وكان بها دير عظيم يعرف بدير أبي جرجا وكان له عيد عظيم يجتمعون إليه من سائر البلاد فوافق قدوم الصحابة قريبًا من عيدهم فجاءهم رجل من المعاهدين وأعلمهم بذلك فانتدب قيس بن الحرث رضي الله عنه ومعه جماعة من أصحابه خمسمائة فأمر عليهم رفاعة بن زهير المحاربي وأمرهم أن يشنوا الغارة على الدير قال‏:‏ وكان جماعة من رؤساء الكورة من الروم والقبط والخيول المسومة حول الدير يحرسونهم وهم في أكلهم وشربهم وزينتهم وبيعهم وشرائهم فما أحسوا إلا والخيل على رؤوسهم فما قاتلوا إلا قليلًا وانهزموا ونهب أصحابه جميع ما في السوق من أثاث وغيره وساقوا الغنائم وأحاطوا بالدير فقاتلوا من على الدير فقطعوا السلاسل والأقفال وتعلق جماعة من الصحابة على الحيطان ودخلوا الدير وأخذوا منه أمتعة وأثاثًا وأواني من ذهب وفضة وأسروا مائة أسير وساروا حتى توسطوا البلاد وكان بالقرب من البحر اليوسفي قرى كثيرة وبلدان وكان فيها مدينة تعرف بسحاق وكان بها بطريق من عظماء بطارقة البطليوس فلما بلغه قدوم الصحابة جمع جنوده إلى البلد المعروف بأقفهس وإلى البلدين المعروفين بشمسطا واليسلقون وإلى البلد المعروفة بنشابة فلما بلغه قدوم الصحابة جمع الخيل والروم والفلاحين والنصارى ستة آلاف وخرج يكشف بهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيس بن الحرث خرج إليه أهل ببا الكبرى وما حولها من السواد وكذلك أهل هوريت وعقد لهم صلحًا وساروا فلما قربوا من القرية المعروفة الآن ببني صالح فبينما هم سائرون إذا بالغبار قد طلع وانكشف عن ستة صلبان تحت كل صليب ألف فلما رآهم المسلمون لم يمهلوهم دون أن حملوا عليهم واقتتلوا قتالًا شديدًا وثار الغبار وقدحت حوافر الخيل الشرار والتقى الجمعان واصطدم الفريقان فلله در رفاعة بن مسروق المحاربي وعقبة بن عامر الجهني وعمار بن ياسر العبسي وميسرة بن مسروق العبسي‏.‏

قال الراوي‏:‏ وقاتلت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قتالًا شديدًا وصبروا صبر الكرام وكان عدو الله لاوي بن أرمياء صاحب شيزا فارسًا شديدًا وبطلًا صنديدًا فجال وصال وقتل الرجال فعندها برز إليه فارس من المسلمين يسمى سنان بن نوفل الدوسي فقتله فخرج إليه عمار بن ياسر العبسي فتجاولا وتعاركا وتضاربا وتطاعنا ووقع بينهما ضربتان وكان السابق بالضربة عمار فطعنه بالرمح في صدره فأطلع السنان يلمع من ظهره فانجدل عدو الله يخور في دمه وعجل الله بروحه إلى النار فعندها غضب الروم لأجل قتل صاحبهم وحملوا على عمار في كبكبة من الخيل فعقروا الجواد من تحته وتكاثروا عليه فقتلوه وقتل من المسلمين خمسة عشر رجلًا‏.‏

قال‏:‏ حدثنا سنان بن نوفل عن مالك عن غانم اليربوعي وكان في خيل رفاعة بن زهير المحاربي‏.‏

قال‏:‏ نحن في القتال وقد عظم النزال ووطنا أنفسنا على الموت ورفاعة يحرض الناس على القتال وهو ينشد ويقول‏:‏ يا معشر الناس والسادات والهمم ويا أهيل الصفا يا معدن الكرم فسدوا العزم لا تبغوا به فشلًا ومكنوا الضرب في الهامات والقمم وخلفوا القوم في البيداء مطرحة على الثرى خمشا بالذل والنقم قال الواقدي‏:‏ وجعل يحرضهم ويقول‏:‏ يا معشر السادات والأقيال أبشروا فإن الروم لم تقم لهم قائمة أبدًا وأبشروا بالحور والولدان في غرفات الحنان وإن الجنة تحت ظلال سيوفكم‏.‏

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق