إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 15 يوليو 2014

432 فتوح الشام ( للواقدي )


432

فتوح الشام ( للواقدي )


ورأى الفضل منه شيئًا لم يره في طول عمره ولم يزالا كذلك إلى أن مضى من الليل شطره وكل قرم مع قرمه ولم يزالا في كر وفر وضرب ورد لم ير أحد مثله وصبر له الفضل صبر الكرام ولاح له من عدو الله ضربة فتلقاها في حجفته فانقطع سيف الفضل وطمع فيه عدو الله وظن أنه يأخذه أسيرًا وإذا بفارسين قد أقبلا ومن ورائهما كتيبة من الفرسان قد هجموا على الروم وإذا بخولة بنت الأزور أخت ضرار قد حملت على فارسين من الروم فجندلتهما وهي تجندل في الأبطال وفرسانهم فلحقها فارسان أحدهما عبد الرحمن بن أبي بكر والثاني عبد الله بن جعفر وتبعهما آخر وهو أبان بن عثمان بن عفان فخلصوا خولة بعد أن أحاطت الروم بها وعطفوا على عدو الله البطليوس فكر راجعًا في كردوس من الروم حتى دخل مدينة البهنسا وقاتلت الروم من أعلى الأسوار قتالًا شديدًا وكان خالد رضي الله عنه تارة يكر عند باب الجبل وتارة عند باب توما وتارة عند باب قندوس‏.‏

وكان عياض بن غانم الأشعري عند باب الجبل في ذلك الوقت فلبس سلاحه ودنا من القوم بمن معه من الأمراء مثل المقداد وضرار بن الأزور وشرحبيل ومسلم وعقيل وزياد وعبد الله بن العباس وعمرو بن أبي ذئب وعبد الرحمن بن أبي هريرة والمسيب والحرث بن مسلم وزيد بن الحرث وأبي ذر الغفاري ومحمد بن مسلمة رضي الله عنهم فعطفوا نحو الباب وكبروا وكبر القوم من ورائهم فخرج إليهم بطريق عظيم ومعه عشرة آلاف فارس وكان اسم البطريق يوحنا فاقتتلوا قتالًا شديدًا فتكاثر الروم على عبد الله بن عبادة بن الصامت فقاتل قتالًا شديدًا ورمي بحجر من أعلى الباب فقتله وقتل من الأمراء وفرسان المسلمين عند الباب زهاء من مائتين وقتل من الروم نحو ألف وحمل عياض والأمراء والتقى القوم فصارت الأحجار والسهام تتساقط عليهم وهم لا يولون عنهم فلما ألجؤوهم إلى الباب واختلطوا بهم خشيت الروم أن يصيبوا أصحابهم بسهامهم وحجارتهم فأمسكوا أيديهم وقتل من الروم مقتلة عظيمة‏.‏

وأما خالد فقاتل قتالًا شديدًا ما رؤي مثله فبينما الناس كذلك إذ أقبل ضرار بن الأزور وهو ملطخ بالدماء وهو جامد عليه كأكباد الإبل‏.‏

فقال له خالد‏:‏ ما وراءك من الأخبار يا ضرار‏.‏

فقال‏:‏ أخبرك يا أبا سليمان أني قتلت في ليلتي هذه مائة وستين رجلًا وقتل قومي ما لا يعد وقد كفيتكم من خرج من باب الجبل‏.‏

قال الراوي‏:‏ وكانت ليلة لم ير الناس مثلها وهجم الأمير عياض هو وأصحابه على من بداخل الباب واقتتلوا قتالًا شديدًا ووصلوا إلى ساباط الباب وكان له باب آخر فأغلق من دونهم على كردوس من الروم فقتلوا هناك وتسلق المسلمون على البر وقتلوا من فيه وكانوا خمسمائة وقتل في تلك الليلة هناك نحو ألف‏.‏

وأما باب قندوس فكان عليه الزبير بن العوام وعقبة بن عامر وعبد الله بن عمرو بن العاص والفضل بن أبي لهب والمغيرة وجماعة من الأمراء فتواثبوا إلى الباب واقتتلوا قتالًا شديدًا وقتل من المسلمين نحو مائة وعشرين رجلًا غير الأعيان وأما باب توما فكان عليه خالد وخرج منه البطليوس فاقتتل الفريقان وقتل من المسلمين جماعة نحو مائتين وثمانين رجلًا في المكان المعروف بالمراغة وغلقوا الأبواب واستعدوا للحصار وهذا كان أول فتح‏.‏

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق