إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 15 يوليو 2014

409 فتوح الشام ( للواقدي )


409

فتوح الشام ( للواقدي )


قال الراوي‏:‏ ما أخذت في هذا الكتاب إلا على قاعدة الصدق والمعونة من الله تعالى فلما ملكت المسلمون البلاد وأذلت أهل الشرك والفساد وذلك ببركة الصحابة رضي الله عنهم فهم الرجال الأبطال والسادة الأخيار والمهاجرون والأنصار وأصحاب محمد المختار الذين فتحوا بسيوفهم الأمصار وأذلوا الكفار وأرضوا العزيز الغفار وباعوا نفوسهم لله الواحد القهار بجنات تجري من تحتها الأنهار‏.‏

قال الراوي‏:‏ لما رجع المنهزمون إلى الملوك والبطارقة وأخبروهم بذلك وقع الرعب في قلوبهم وجاروا في نفوسهم ولم يدروا ما يدبرون وما يصنعون‏.‏

قال‏:‏ فصعب على بطريق أهناس وعلى صاحب البهنسا ما صنع ببطارقتهما وعولوا على الحصار وجمعوا الآلة وصاروا يخرجون ما يحتاجون إليه وتيقنوا أن لا بد للحرب من أرضهم ووطنوا أنفسهم وكذلك بطارقة الصعيد وملوكه وضاقت نفوسهم مما حل بهم‏.‏

قال الراوي‏:‏ ووصل الكتاب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ففرح بذلك فرحًا شديدًا وقرأ الكتاب على علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف والعباس بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ففرحوا بذلك فرحًا شديدًا ثم قسمت الغنائم على أهل المدينة وقسم لنفسه كأحدهم رضي الله عنه وكتب جواب الكتاب ودفعه لهاشم وقال له‏:‏ قل لعمرو يحث الصحابة ويحرضهم على فتح الصعيد‏.‏

قال الراوي‏:‏ وأما عمرو بن العاص رضي الله عنه فإنه لم يرجع إلى مصر حتى قسم الغنائم بين الصحابة وفضل أصحاب الولاء وأهل السابقة ورجع إلى مصر بعد أن جهز العساكر إلى الصعيد‏.‏

قال الراوي‏:‏ ولما فارق عمرو بن العاص خالد بن الوليد والأمراء رضي الله عنهم استشار بعضهم بعضًا أي مكان يقصدون‏.‏

فاتفق رأيهم أن يسيروا ألف فارس طليعة وأقر عليهم قيس بن الحرث ومعه جماعة من أمرائهم‏.‏

منهم رفاعة بن زهير المحاربي والقعقاع بن عمرو التميمي وعقبة بن عامر الجهني وذو الكلاع الحميري رضي الله عنهم وصاروا يسيرون في وسط البلاد وبقية العساكر قريبة منهم فمن أطاعهم وطلب الأمان أمنوه وصالحوه ووضعوا عليه الجزية ومن أبى قاتلوه ومن أسلم تركوه وسار خالد ببقية الجيش يريدون أهناس فإنها كانت أعظم مدائن الوجه القبلي بعد الكورة وكانت حصينة آهلة بالخيل والآلة والعدة ولما أحس بطريقها بمجيء الصحابة إليهم جمع البطارقة وقد انكسرت جنودهم وخمدت نيرانهم وكلمتهم بانهزام جيوشهم وشاورهم في أمرهم وقال لهم‏:‏ خذوا أهبتكم وقاتلوا عن حريمكم وأموالكم وإلا صرتم عبيدًا للعرب يفعلون بكم ما يختارون وإن شئتم صالحناهم حتى يعلم ما يكون من بطارقته فأجابوه وقالوا‏:‏ لا نسلم البلاد حتى نغلب ونجمع أموالنا في هذه المدينة الحصينة ونقاتل فإن غلبنا عولنا على الحصار واتفق رأيهم على ذلك فكان الذي أجابهم إلى ذلك خرج بنفسه وأمواله ومن لم يجبهم إلى ذلك أقام وكذلك بطارقة البهنسا‏:‏ منهم من انتقل إلى البهنسا بماله وأولاده ومنهم من أقام ببعض المدائن ممن عولوا على الإقامة والحصار والقتال‏.‏

وسار خالد بالجيش حتى قرب من أهناس وبين يديه الطلائع والأمراء وهم يشنون الغارات على السواحل والبلاد فمن خرج إليهم وصالحهم وعقد معهم صلحًا صالحوه ولهم الميرة والعلوفة والضيافة ومن أبي دعوه إلى الإسلام فإن أبى طلبوا منه الجزية فان أبوا شنوا عليهم الغارة حتى وصلوا قريبًا من أهناس وبلغ الخبر إلى عدو الله‏.‏

فقال‏:‏ لا بد من لقائهم وقتالهم حتى أنظر ما يكون من أمرهم ثم خرج إلى ظاهر المدينة قريبًا من السور ولم يبعد عنها وكان للمدينة أربعة أبواب فأغلق ثلاثة وفتح الباب الشرقي وأخرج الخيام والسرادقات وأكثر من العدة والزينة وقال‏:‏ إن دخلنا المدينة من غير قتال طمعت العرب في جانبنا‏.‏

ثم فرق بطارقته وعرض جيشه فكانت عدتهم خمسين ألفًا وقال اثبتوا وقاتلوا عن حريمكم ولا تكونوا أول جند أخذوا وأقاموا يتأهبون للقتال وينتظرون قدوم الصحابة رضي الله عنهم‏.



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق