367
فتوح الشام ( للواقدي )
قال الواقدي: حدثنا أحمد بن عامر.
قال: أخبرنا علي بن مسهر عن أبان عن الحسن.
قال لما استوت الصفوف وترتبت كل قبيلة جعل الأمير سعد يتخلل الصفوف ويعظ من فيها من عرب بجيلة وطيء وبني هلال والنخع وغيرهم ويقول: هذا يوم لا نرى بعده مثله أما بلغكم ما فعل إخوانكم بالشام لما تكاثرت عليهم جموع اللئام فاستيقظ المسلمون بقول سعد.
وقالوا: نحن نحمل عليهم بشدة العزائم ولعل الله أن ينصرنا عليهم فصاحوا بخيولهم فخرجت كالرياح العواصف ولم يزالوا في القتال الشديد إلى أن توسطت الشمس في قبة الفلك وقد ثبتت أصحاب النعمان بن المنذر للضرب والطعان.
قال الواقدي: وإن القعقاع بن عمرو التميمي أو بشر بن ربيعة التميمي أحدهما التقى مع النعمان في كبكبة من الخيل والإزدهارات على رأسه فحمل القعقاع أو بشر على الكبكبة ففرقها وعلى الكتيبة فمزقها ورمى النعمان بطعنة في صدره فأطلع السنان يلمع من ظهره.
فلما نظرت جيوش الحيرة إلى الملك النعمان مجندلًا ولوا الأدبار يريدون القادسية نحو جيش الفرس وغنم المسلمون رحالهم وأموالهم وباتوا فرحين وافتقدوا من قتل من المسلمين فكانوا خمسمائة وثلاثين غالبهم من أهل نخع وقد ختم الله لهم بالشهادة وفي ذلك قالت خزانة بنت خالد بن جعفر بن قرط ترثي من قتل من المسلمين: فيا عين جودي بالدموع السواجم فقد شرعت فينا سيوف الأعاجم فكم من حسام في الحروب وذابل وطرف كميت اللون صافى الدعائم حزنًا على سعد وعمرو ومالك وسعد مبيد الجيش مثل الغمائم هم فتية غر الوجوه أعزة ليوث لدى الهيجاء شعث الجماجم قال: وإن المسلمين جمعوا الأموال واحتوى سعد على قصر الخورنق والسدير وترك جميع ما أخذه بالحيرة وترك عنده سالم بن نعيم بن مسروق وترك عنده مائة من أبناء المهاجرين والأنصار.
قال: وأما من انهزم من جموع النعمان بن المنذر فوردوا على القادسية وعليها جنود الفرس مع رستم زاده بن إسفنديار ومعه شهريار بن كنار والهذيل بن جشوم وحشرسوم الهمذاني والجناتيوس بن فتاك وشماهير بن حسوسا.
قال فلما رأوا المنهزمين من جيش النعمان ملك العرب سألوهم عن أمرهم فأخبروهم بقتل النعمان وأخذ الحيرة وقصر الخورنق والسدير وجميع ما فيها.
قال فوقع التشويش في عسكر الفرس وتمكن الخوف من قلوبهم وكثرت الأراجيف وأما رستم فإنه جمع الملوك والأساورة وملوك الديلم في خيمته وقام على سريره خطيبًا فقال: أعلموا أن الدولة بالسياسة والناموس بالرياسة وكأنكم بالعرب وقد أشرفوا عليكم فاخرجوا واذهبوا إليهم واركبوا.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق