إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 15 يوليو 2014

403 فتوح الشام ( للواقدي )



403


فتوح الشام ( للواقدي )


ثم عاد خالد إلى الصفوف وجعل يدور بينها بجواده ويحرض الناس على القتال وهو يقول‏:‏ أيها الناس انصروا الله ينصركم وقاتلوا من كفر واحبسوا أنفسكم في سبيل الله واصبروا على قتال أعداء الله وقاتلوا عن حريمكم وأولادكم ولا تحملوا حتى آمركم بالحملة ولتكن سهامكم تخرج من كبد قوس واحد فإن السهام إذا خرجت جميعًا لم يخل أن يكون فيها سهم صائب واصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون‏.‏

واعلموا أنكم لا تلقون بالوجه القبلي مثل هؤلاء اللئام فإنهم حماتهم وبطارقتهم وملوكهم فقالوا‏:‏ سمعًا وطاعة وأقبل خالد ووقف في القلب مع عمرو بن العاص وعبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه وقيس بن هبيرة ورافع بن عميرة الطائي والمسيب بن نجيبة الفزاري وذوي الكلاع الحميري وربيعة بن عباس ومالك بن الأشتر والعباس بن مرداس السلمي ونظائرهم من بقية الأمراء‏.‏

ثم زحفوا بسكينة ووقار‏.‏

فلما رأى الروم ذلك والسودان زحفوا وكانوا ملء الأرض طولًا وعرضًا فلما التقى الفئتان وتراكم الجمعان وقد أظهر أعداء الله في زينتهم الصلبان والأعلام ورفعوا أصواتهم بالكفر والبهتان فبينما الناس كذلك إذ خرج راهب كبير عليه جبة سوداء وقلنسوة وزنار فنادى بلسان عربي‏:‏ أيكم أمير القوم فيخاطبني ويخرج إلي فخرج إليه خالد‏.‏

فقال له‏:‏ أنت أمير القوم قال خالد‏:‏ كذلك يزعمون ما دمت على طاعة الله وسنة رسوله‏.‏

فإن أنا بدلت أو غيرت فلا طاعة لي عليهم ولا إمارة‏.‏

فقال القس‏:‏ اعلم أنكم قد ملكتم بلادًا وقدمتم إلى بلاد ما جسر ملك من الملوك أن تتعزض لها ولا يدخلها وإن ملوكًا كثيرة أرادوها فرجعوا خائبين وأفنوا أنفسهم عليها وإن النصر لا يدوم لكم وإن الملوك أرسلوني إليكم‏.‏

فإن سمحتم نجمع لكم مالًا ونعطي لكل واحد منكم ثوبًا وعمامة ودينارًا ولك أنت مائة ثوب ومائة عمامة ومائة دينار ولكل واحد حمل من البر وحمل من الشعير ولك عشرة أحمال ولصاحبكم عمرو عشرة آلاف دينار ومثلها ثياب ومثلها عمائم ومائة حمل بر ومائة حمل شعير وارحلوا عنا وأنتم موقرون أنفسكم فإننا عدد الجراد ولا تظنونا كمن لاقيتم من الفرس والروم وأهل الشام والقبط‏.‏

فإن في هذا الجيش من النوبة والبجاوة والسودان والروم وكبار البطارقة والأساقفة ونجمع عليكم ما لا طاقة لكم به من بلاد السودان والواحات وكأنكم بالنجدة قد وردت علينا وإن بقية الروم لم تأت إليكم وإنما أرسلوا من يقاتل عنهم فقال خالد‏:‏ والله ما نوجع عنكم إلا بإحدى ثلاث خصال‏:‏ إما أن تدخلوا في ديننا أو تؤدوا الجزية أو القتال وأما ما ذكرت أنكم عدد الجراد فالله قد وعدنا بالنصر على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم وأنزله في كتابه وأما ما ذكرت أنكم تعطوننا من الثياب والعمائم فعن قريب نلبس ثيابكم وعمائمكم ونملك بلادكم جميعها كما ملكنا الشام ومصر والعراق واليمن والحجاز والروم فقال الراهب‏:‏ أنا أرجع أخبر أصحابي بذلك‏.‏

فإني قد أتيت من قبل البطليوس صاحب مدينة البهنسا وقد أرسلني إلى صاحب أهناس واتفق الملوك والبطارقة وأرسلوني إليكم وأنا أرجع إليهم وأخبرهم بجوابك‏.‏

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق