إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 13 يوليو 2014

372 فتوح الشام ( للواقدي )


372

فتوح الشام ( للواقدي )


قال‏:‏ لم يكن من قبائل العرب أكثر نساء من نساء بجيلة والنخع وكانوا في ألف وسبعمائة امرأة‏.‏

قال‏:‏ وأخذت المسلمون عدة لم يروا مثلها وأصيب من المسلمين سعد بن عبيد وسفيان بن سليم والمهلب بن غزوان والقادح بن عنبسة ونعمان بن نعيم وأربعون رجلًا من المهاجرين والأنصار وسنذكر من قتل مضن كانوا يقرؤون القرآن إذا جن الليل كدوي النحل‏.‏

قال وأخذ المسلمون من الأموال ما لم ير مثله ولما كان بعد الفتح بيوم جاءت النجدة التي بعثها عياض بن غنم من أرض الموصل وجاء من شهد الفتوحات بالشام مع عامر بن الجراح وكان الذين قدموا سبعمائة فلما وصلوا إلى عين التمر استعجل للنصرة فترك الجيش وسار في سبعين فارسًا وأتت بقية السبعمائة بعد ذلك وكان معه قيس بن عبد يغوث وقيس بن أبي حازم وسعيد بن نزار ومالك الأشتر النخعي فتقدم هاشم وقيس معه في السبعين‏.‏

قال الواقدي‏:‏ حدثنا إبراهيم بن بشار‏.‏

قال‏:‏ أخبرنا محمد بن علي عن سليمان بن أرقم أن عدة القتلى بالقادسية تسعة وثمانون رجلًا وكان المشهور منهم قيس وعطارد وهشام ومذعور ومقرب الأسود وعمرو بن قيس والنعمان‏.‏
قال الواقدي‏:‏ وبلغنا عن رجل من تميم عن امرأة منهم قالت‏:‏ شهدت القادسية وضم للنساء لكل منهن ثلاثة وثلاثون مثقالًا من العنبر ومثلها مسك وأما الكافور فما كنا نعبأ به إلا من عرفه وكانت العرب تقول للسوقة‏:‏ هل لكم من ملح طيب وكانوا يعطون كيل كافور بكيل ملح وأن رجلًا من العساكر عجن عجينًا وجعل فيه من الكافور وجعل يفوقه بعد خبزه ويقول‏:‏ ما لهذا الملح لا يطعم في العجين وأن رجلًا ممن له خبرة بالملح قال‏:‏ أعطيكم جراب ملح يطعم طعمه‏.‏

قال فأخذوه وأعطوه ملء جرابه كافورًا غال وأن سعدًا لما هزم الله العدو على يديه جمع الأموال كلها وكان الذي يقبض الأموال سليمان بن ربيعة‏.‏

قال‏:‏ فكتب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتابًا يقول فيه‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم‏.‏

من العامل بالعراق سعد بن أبي وقاص إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب‏.‏

أما بعد‏:‏ سلام عليك وإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو وأصلي على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وإنا وصلنا إلى العراق والتوفيق يقدمنا والنصر يؤيدنا وقد اطلع الله على قلوبنا وامتحن خفي أسرارنا فما وجد فيها سواه ولا نعبد إلا إياه فوفى لنا بوعده إذ وفينا بصادق عهده فلقينا العدو وهو شاكي السلاح وغير راجع عن الطماح وقد شمر لنا كن ساق الجد فدارت لنا عليه الدوائر فهزمنا كتائبهم ونزلنا مواكبهم واستأصلنا شأفتهم وقتلنا مقدمهم فجرى بذلك سابق القدر ‏{‏فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر‏}‏ ‏[‏القمر‏:‏ 42‏]‏‏.‏ وملكنا الحيرة والقادسية وأنزل الله بأعدائنا الرزية فلما كانبعد الفتح بيوم قدم المرقال وهشام وسبعون رجلًا من الصحابة وبعده بثلاثة أيام قدم سبعمائة من الشام من جند أبي عبيدة ولم أسلم لأحد شيئًا من الغنيمة ونحن ننتظر أمرك في ذلك والسلام عليك ورحمه الله وبركاته وعلى جميع المسلمين‏.‏

وسلم الكتاب إلى زيد بن عمرو فركب نجيبه وسار نحو المدينة‏.‏

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق