إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 15 يوليو 2014

437 فتوح الشام ( للواقدي )


437

فتوح الشام ( للواقدي )


قال الواقدي رضي الله عنه‏:‏ ولما طال الحصار والمكث على أهل البهنسا اجتمعت المسلمون عند خالد واستشاروه فيما يفعلونه وما يكون من الرأي فوثب عبد الرزاق الأنصاري وعبد الله بن مازن الداري وكعب بن نائل السلمي وأبو مسعود البدري وأبو سعيد البياضي وقالوا‏:‏ يا قوم قد وهبنا أنفسنا لله عز وجل ولعل أن يكون للإسلام فرج فاصنعوا منجنيقًا واملؤوا غرائر قطنا وقالوا يأخذ كل واحد منا سيفه وحجفته ويدخل في غرارة قطن فإذا كان الليل ونامت الحراس فألقونا على أعلى السور واحدًا بعد واحد والمعونة من الله في فتح الباب كما فتحتم قصر الشمع بمصر ودير النحاس وكما فعلتم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فاستصوبوا رأيهم فلما أصبحوا قطعوا الأخشاب وصنعوا منجنيقًا وصنعوا له حبالًا وأحضروا غرائر وملؤوها قطنًا والرجال داخلها وصبروا إلى الليل ودخل هؤلاء السادات رضي الله عنهم بعد أن ضربوا بالمنجنيق حجرًا بعد حجر فسقط على أعلى السور والبرج فشرعوا في رميهم منهم أبو مسعود البدري وعبد الرزاق إلى أن رموهم جميعهم وصاروا فوق أعلى السور ورتب خالد أصحابه على الأبواب وأما عبد الرزاق وأصحابه فلما صاروا بأعلى الجدار نزلوا إلى البرج فإذا هو مغلق والحراس نيام فنزلوا إلى الدهليز بين البابين فوجدوهما مغلقين موثقين فذبحوا البوابين عن أخرهم ووجدوا المفاتيح تحت رأس كبيرهم في جانب سريره فأخذوها وفتحوا الأبواب وإذا بالباب الثاني الذي ينتهي إلى القصر مسدود بالحجارة فاحتالوا على قلع حجر بعد حجر فقلعوها ورموا الأحجار وفتحوا الأبواب وكل ذلك في أقل من ساعة بمعونة الله عز وجل وصعدوا إلى البرج فعالجوه وفتحوه وقتلوا جماعة واستيقظ جماعة وثاروا عليهم وخافوا على الباب أن يؤخذ منهم وأن يحال بينهم وبينه وهو باب السور الذي بظاهر المدينة ففتحوه فصاحت الروم واستيقظ البطليوس وركب جواده وكان على حذر وركب المسلمون ودخلوا الباب وخرجت البطارقة والبطليوس من قصره وزحفت الروم إلى الباب وكان أول من قتل في ذلك اليوم عبد الرزاق وعنان بن مازن وكعب بن نائل السلمي بداخل الباب‏.‏

قال‏:‏ حدثنا قيس بن مازن الحميري عن عبادة بن سالم السكاكي عن أبي مسعود البدري وكان أول من فتح الباب‏.‏

قال ليس هو على هذه الصفة وأخبرنا سالم بن حامد عن أبي عبد الله عن أبي محمد الأنصاري عن عبد الله البدري قال‏:‏ كان أبو محمد الحسني يقرأ هذه الفتوح بالجامع الغزي العمري على الشيخ أبي عبد الله حتى بلغ إلى هنا وذكر الفتوح وفتح الباب وأن الرجال وضعت في الغرائر‏.‏

قال‏:‏ يا بني ليس الأمر كذلك فقد روي عن أبي مسعود وهو الصحيح عن فتح الباب قال‏:‏ إنهم قطعوا أخشابًا ونصبوا سلمًا للتسلق عاليًا علو جدار المدينة وصبروا إلى الليل وأسندوه إلى الجدار وتسلق منهم أربعون رجلًا ومنهم السبعة المذكورون وفتحوا الباب كما ذكرنا واستيقظ الروم وخرجوا إليهم بعد فتح الباب فكان السابق إليهم عبد الرزاق رضي الله عنه فقتلوه وقتلوا معه من ذكرنا أولًا وتسابق المسلمون إلى الباب فكان أول من دخل ضرار بن الأزور وهو يزعق ويقول هذه الأبيات‏:‏ الجن تفزع يوم الحرب من فزعي إذا أتيت الهيجا بلا جزع يا ويل من صنع الأرصاد يخدعنا ونحن جرثومة الأمكار والخدع لأرضين إلهي في جهادهم وقتل أبطالهم بالسيف والدرع يا ويل كلب العدا البطلوس إن وقعت عيني عليه لأرديه إلى النزع عيب علي إذا ما ألتقيه هنا وأفلق الرأس منه مرتدع ثم دخل من بعده خالد وهو يقول‏:‏ يا ويل بطلوس كلب البهنساء إذا لاقيته بطليق الحد معتدل إن لم أذقه بكاسات المنون هنا فلا سلمت ولا بلغت من أملي قال‏:‏ ثم دخل من بعده ذو الكلاع الحميري وهو يقول‏:‏ إني لمن حمير العالمين في النسب أهل الثنا والوفا والجود والحسب أسد غضافرة سود جحاجحة نردى الكماة غدًا في الحرب بالقضب الحرب عادتنا والطعن همتنا وذو الكلاع أنا عال على الرتب تبت يد الروم ما يدرون أن لنا صوارمًا تترك الأعضاء كالقصب قال‏:‏ ثم دخل من بعده الزبير بن العوام وهو يقول‏:‏ أيا بطليوس يا كلبًا لعينًا ويا نسل الطغاة الأرذلينا أتتك حماة دين الله حقًا وأولاد الجياد الخيرينا خيار الناس نسل بني نزار كرامًا في الأعادي قاطعينا إذا احتبك العجاج بهم تراهم بحولك كالسباع الضاربينا ولا منهم جبان قط يهزم ولا نذل فتلقاه حزينا أتيينا البهنساء بكل قرم شديد العزم في يوم النزال وجيش فاق في الآفاق طرا على الأعداء بالسمو العوالي قال‏:‏ ثم دخل من بعده عبد الله بن جعفر وهو يقول‏:‏ اليوم طاب الطعن في اللئام والضرب في الأعناق بالحسام وانصر الإسلام باهتمام ولم أزل عن سادتي أحامي أنا الشجاع الفارس الهمام مردى الأعداء في الحمام قال‏:‏ ثم دخل بعده الفضل بن العباس وهو يقول‏:‏ ألا إننا السادات من آل هاشم ليوثًا ذوي بطش شديد العزائم لنا تشهد الأبطال في كل معرك وتذكر عنا أهل كل المواسم إذا اشتدت الأهوال واستبق القنا رأيت لنا في ذاك فعل الضراغم قال‏:‏ ثم دخل من بعده الفضل بن أبي لهب وهو يقول‏:‏ لنحوك يا بطلوس عزمي قد طلب بحد حسام كالشهاب إذا انتدب يطير شرار النار من لمعانه بكف شجاع الخيل ابن أبي لهب لا أنثني يوم الهيج عن العدا بمهندي الصمصام إلا إذا قطع فالويل للبطلوس من سطواتنا لأفرقن بحد سيفي ما جمع قال‏:‏ ثم دخل من بعده المقداد بن الأسود وهو يقول‏:‏ أنا الكندي كالليث الشجاع وإني في العدا قد طال باعي وتشهد لي الرجال بكل حرب وللهيجاء منقاد الطباع فواثارات عبد الله إني عليه ذاهل حيران ناعي قال‏:‏ ثم دخل من بعده أبان بن عثمان وهو يقول‏:‏ نحن الليوث ذوو المعروف والكرم وفي المعامع يوم الحرب والهمم مجندلون العدا في كل معترك وقاهرون لهم كل مصطدم لا يعجبنك يا بطلوس جيشك في هذا المقام فمعنا الكل كالرخم قال‏:‏ ثم دخل من بعده مسلم بن عقيل وهو يقول‏:‏ ضناني الحرب والسهر الطويل وأقلقني التسهد والعويل فواثارات جعفر مع علي وما أبدى جوابك يا عقيل قال‏:‏ ثم دخل من بعده شرحبيل بن حسنة ثم القعقاع بن عمرو التميمي ثم مالك الأشتر ثم عبادة بن الصامت ثم أبو ذر الغفاري ثم أبو هريرة الدوسي ثم ابنه عبد الرحمن ثم معاذ بن جبل ثم شداد بن أوس ثم قيس بن هبيرة ثم أبو دجانة الأنصاري ثم جابر بن عبد الله ثم البراء بن عازب ثم النعمان بن بشير ثم سحب بن زيد أحد العشرة الكرام رضي الله عنهم‏.‏

قال‏:‏ ثم الأنصار يتلو بعضهم بعضًا بهمم وعزائم‏.‏

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق