إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 13 يوليو 2014

376 فتوح الشام ( للواقدي )


376

فتوح الشام ( للواقدي )

قال فلما سمع قولهم قدم زهرة برايته وجيشه وأمره أن يسير فسار في اثني عشر ألف فارس فما سار غير قليل إذ رأى بين يديه خليلًا وعليها فوارس فأخذوا أهبتهم فإذا هم زهاء من مائتي فارس من الفرس فأرسلوا منهم فارسًا يعلم المسلمين أنهم أهل ساباط ومقدمهم يقال له سرزاد وهو يطلب لأهل بلده صلحًا وعهدًا‏.‏

فقال له زهرة‏:‏ ائتني بهم فلما قربوا منهم ترتجلوا وأتوا المسلمين فتلقوهم بالبشر والسرور‏.‏

فقال لهم زهرة‏:‏ من أنتم قالوا‏:‏ نحن أهل ساباط وهذا مقدمنا وقد أقبلنا نطلب صلحكم‏.‏

فقال زهرة‏:‏ من قصدنا قبلناه ومن أراد صلحًا صالحناه ولسنا قومًا نريد الفساد في الأرض ثم أمضى صلحهم على ما وقع عليه الاتفاق بينهم‏.‏

قال وأنطلق سرزاد إلى قومه ومعه جماعة فرحين بالصلح ولما نزل زهرة في نهمشير وجد كتائب الفرس وعليهما مقدم يقال له فيروز وهو فارس قومه ومعهم كبكبة كسرى التي يعتمد عليها في وقت شدته‏.‏

قال واجتمع جيوش الموحدين عند زهرة مع سعد وتأهبوا للقتال‏.‏

قال الواقدي‏:‏ فلما ترتبت الصفوف كان أول من برز واشتهر وسما وافتخر فيروز ورطن بالفارسية وقال‏:‏ يا هؤلاء العرب لقد أطمعتم أنفسكم فيما لا تصلون إليه وساءت ظنونكم وزعمتم أنكم تملكون العراق وتأخذونه من أيدي الأكاسرة وهذا ظن لا يصير أبدًا ونحن كتيبة كسرى أولو الشدة والبأس والقوة والمراس وأنا مقدمهم والرئيس فيهم فليبرز إلي مقدمكم ويفعل مثل ما فعلت أنا من بين قومي‏.‏

قال فما استتم كلامه حتى خرج إليه هاشم بن المرقال يجر قناته من ورائه وحمل عليه وحصل بينهما حرب يشيب منها الطفل ثم إن هاشمًا طعنه في صدره فأطلع السنان من ظهره‏.‏

قال فلما قتله هاشم ووجع إلى المسلمين قبله سعد بين عينيه فترجل هاشم وقتل رجل سعد وقرأ ‏{‏أو لم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال‏}‏ ‏[‏إبراهيم‏:‏ 4‏]‏‏.‏ قال وارتحلوا في أثرهم إلى أن نزلوا نهمشير وبقي كلما أقبلت قبيلة تكبر وتنزل إلى أن أحاطوا بهم من كل جهة فأظهر القوه الزينة والسلاح والعدد والمجانيق وهم على الأسوار‏.‏

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق